اخبار عاجلة

قبس من تراثنا النقدي .

ما الذي لم يعد يصلح للبقاء من النظرية النقدية عند العرب ؟ وما الذي  ظل صالحا يمكن الافادة منه في العصر الحديث ؟ وما هي القيم التي تغيرت والفلسفات التي تعاقبت والمنظورات الحضارية التي توالت على تلك النظرية النقدية ؟ فغذت جانبا منها بنسغ الحياة وتركت جانبا عرضة للفناء ؟

كانت نظرية العرب النقدية في الشعريات قد وجدت صيغتها في التعبير الدقيق الذي صاغها القاضي الجرجاني في كتابه ( الوساطة بين المتنبي وخصومه ) كنظرية العرب في الخلق الفني وتأثيرها على الشعر ومكانة الشعر وعمود الشعر تحديدا . وقد بدأ الجرجاني حديثه عن الشعر بانه علم من علوم العرب يشترك فيه الطبع والرواية والذكاء ثم تكون الدربة مادة له وقوة لكل واحد من اسبابه. وكان الجاحظ قد حاول تعليل الموهبة عند الشاعر بوجود موهبة جماعية لدى الشعراء العرب بانهم اقدر على قول الشعر من غيرهم من الامم. وجاء بعده ابن قتيبة فاعطى للشاعر المطبوع ميزة وضوح التعبير وسهولته حيث تحدث عن سيكولوجية الابداع الفني فقصرها على الحوافز النفسية كالطمع والغضب والشوق والحب والحزن وعلى صفاء المزاج في اوقات اليوم كالصباح والمساء وهو القائل اشعر الناس عنترة اذا ركب والنابغة اذا رهب . وكان ابن سلام قد عزا الحوافز في كتابه طبقات الشعراء الى كثرة الحروب بين القبائل . ولا نستغرب من ابن طباطبا ان يجعل القصيدة كالرسالة تقوم على معنى في الفكر فاذا اراد الشاعر نظما وضع المعنى في فكره نثرا ثم اخذ في صياغته شعرا . فالغاية النهائية والهدف الاسمى لصنيع الشاعر انت تاتي القصيدة  اروع نسجا وحسنا وفصاحة وجزالة الفظ ودقة معان وصواب تأليف .

بقلم ناصر الحرشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق