اخبار عاجلة

رحلة الولادة والموت واسئلة الوجود مع المخرج السينمائي السويدي انجمار برجمان.

يتفق مؤرخوا السينما ونقادها على ان المخرج السويدي الكبير انجمار برجمان هو احد عمالقة المسرح والسينما كتابة واخراجا . وافضل سينمائي جسد باساليب مبتكرة المشاعر الانسانية في تناقضاتها وتأزمها . واستطاع بمهارة وفنية وحرفية ان يرفع الفن السينمائي الى اعلى المراقي . انه الفنان السويدي الذي سبر اغوار النفس البشرية واجاد التعبير عن مجاهلها وخوافيها  اثناء وبعد الحرب . ورفعها الى مصاف الادب والفلسفة باشكال ادهاشية في مجمل افلامه . كان ابوه قسيسا معروفا في المنطقة بشدة تدينه ، وقد حرص الاب ان يهيئ ابنه انجمار لينخرط في سلك الكهنوت حيث كان يحضر حفلات الزواج والجنائز وطقوس تعميد الاطفال . تلك المرحلة من حياته المبكرة زرعت في نفسه تساؤلات حول الوجود والحياة والموت . وسرعان ما تحولت تلك التساؤلات الى حالة انطواء سار من خلالها يتأمل تناقضات هذه الحياة وما تنطوي عليه من اسرار . فالولادة والموت والظاهرة الانسانية المعقدة هي محور اعماله المسرحية وافلامه . في تلك الفترة كانت المانيا النازية تدق طبول الحرب واشتعلت هذه الحرب ووصلت الى قمة بربريتها ومع ان السويد قد نجت من الغزو النازي فان الدمار قد لحق بالدول المجاورة . وذلك كان سببا في ظهور التيار العبثي حيث يجتمع الفنانون والمثقفون والادباء وهم يتحدثون بأسى عن الشعور بالالم ولا جدوى الحياة وفي ظل هذا الخراب وخيبة العالم بسبب الحرب وكنتيجة لتأثر المخرج بذلك كتب عام 1944 مسرحية ( تيفوليت) ومسرحية راشيل وبواب السينما تم كتب في عام 1945 النهار سينتهي بسرعة واتبعها بمسرحية انني خائف وقام باخراج كل هذه المسرحيات وتحويلها الى اعمال سينمائية . كان فيلم سارابند اهم اعماله وكان موضوعه عن مواجهة اخيرة بين حبيبينن وهما على اعتاب الشيخوخة تم فيلم اطياف عائدة وفيلم ازمة الذي يعد كبة متشابكة من الاسئلة الفلسفية والوجودية فقد توغل في المرارة والسوداوية التي يعانيها الانسان السويدي رغم الحضارة والرقي والرفاهية واضاء الجوانب المظلمة في شخصية الانسان . وقد اتهمه النقاد والسياسيون السويديون بتشويه والاساءة للشعب السويدي وانه يختزن العقد النفسية والامراض العصبية لكن شهرته زادت حينما حصل  عام 1960 على جائزة اوسكار المخرجين الشباب . برحيله فرغت خوابي السينما السويدية من اخر بقايا عسل الكبار .

بقلم ناصر الحرشي الحياة الان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق