يقول المفكر المغربي الكبير عبد الله العروي في كتابه ( الاديولوجيا العربية المعاصرة ) ( الاقصوصة هي الشكل الأدبي المطابق لمجتمعنا المشتت الذي يفتقر لوعي جماعي ناضج وليس مصادفة أن الاقصوصة تفرض نفسها من حيث هي شكل تعبيري يعبر عن قلق الانسان) . إن فن القصة مرتبط بحركية المجتمع وهي تلتقط بدقة اهتزازاته واسقامه . وقد ظهرت في فرنسا ، روسيا، والولايات المتحدة الأمريكية ( تشيخوف، كايدي موباسان، ادغار الان بو) في منتصف القرن التاسع عشر إبان الصحو البورجوازي وصعوده إلى مسرح التاريخ ونهاية عصر الباروك بسقوط اخر فارس نبيل في عين الآلة البخارية الحمئة . وهي تدل على توثر عصرها وتعقد بنياته وانفصال الإنسان عن العالم والشك واللبس . وقد كان القصاصون شاهدين على عصرهم وهي معزوفة أدبية تتفاعل فيها هموم الذات بالموضوع . يلتحم فيها الجمالي بالاجتماعي وهي صوت الطبقات المتوسطة والدنيا التي تواجه أزمات في العيش والتفكير كما هي كنه التاريخ ومغزاه في اندياحه وتدفقه المشحون والعاصف .
بقلم ناصر الحرشي
