يتضح من خلال العنوان ان المقام الابلاغي في رواية رفقة السلاح و القمر قد بأرسرده على حقلين متناقضين الحقل الحربي و الملحمي حيث تحيل الرواية على الزمن التاريخي ؛ حرب اكتوبر1973 او حرب رمضان لاسترجاع الكرامة العربية المثخنة بالجراح و قضية الصراع العربي الاسرائيلي و الذاكرة الاسترجاعية للسرجان ميمون الجندي المغربي الذي خدم في صفوف الجيش الفرنسي سابقا و شارك في حرب الهند الصينية هذه الحرب القذرة التي شنتهاالامبريالية الفرنسية على شعوب فييتنام و اللاووس و كمبوديا و جندت فيها ابناء المستعمرات و تذكره لاستشهاد ابنه في الجولان او الجبهة السورية دفاعا عن العروبة في وجه الغزاة الصهاينة . ثم الحقل الرومانسي الوجداني متمثلا في قصة حب تحت نيران العدو بين ابهة الجندي المغربي و سامية ابو عزيز المقاتلة و الشاعرة الفلسطينية فهما وجهان لقيم التضحية و العروبة و الحب العذري العفيف .فالرواية تلتقط تفاصيل الجبهة و خطوطها الامامية التي شاركت فيها التجريدة المغربية الى جانب الجيش العربي السوري و حركة فتح الفلسطينية و العراق و الاردن . فالعلاقة القومية كانت هي سيدة الموقف و العلاقات القوية بين المقاتلين العرب في وحدة انتمائهم الى وطن واحد كانت الخيط الناظم و القضية المقدسة. فمبارك ربيع في هذه الملحمة الروائية جسد فيها تراجيديا الحرب و رجاتها الموجعة و وحدة الصف العربي .فقد حرض على اعتناق عقيدة الحياة و الحب على الرغم من فاشية الدبابة ودوي المدافع .
بقلم ناصر الحرشي
