السياسية
نحن و العجم ….
سؤال قد يبدو سخيف لكنه صريح *هل نحن مسيرون أو مخيرون*، فللوهلة اﻷولى يبدو كتساؤل خاضت فيه تاريخيا و مذهبيا كل الفرق الكلامية و الطرق الصوفية لكن تساؤلي هذا منحاه سياسي بعده استراتيجي فمقولة أنا أريد و أنت تريد و أمريكا تفعل ما تريد هي محور جوابي هل نحن مسيرون من طرف أمريكا أو مخيرون؟
الكل يجزم أننا لسنا إلا لعبة أو ريشة تتقاذفها رياح نظريات كسينجر و مبادئ حكماء صهيون ﻷن التطورات السياسية التي شهدها عالمنا العربي و مدى نجاح أهدافها فعلى اﻷرض لا أحد ينكر الهيمنة اﻷمريكية على العالم و ليس العرب فحسب حيث يرى الكل فينا أمة خاضعة منهكة لا أمل فيها ضعيفة بشعوبها و جهل أبنائها دون إغفال مكائد و مؤامرات العديد من أبناء جلدتنا.
لا أريد الخوض في تحليل كل دولة على حدى لكن رسائل الغرب وصلت و فهمناها لهذا أقول و بإسم كل العرب الغيورين و اﻷوفياء “اللعبة إنتهت”.
إنتهت ﻷننا لم نكن يوما خاضعين ولا متهاونين متريثين صبورين نلاعب الصديق قبل العدو. لذا كان حتميا أن نرى أنفسنا مختلفين ثقافيا متخلفين إقتصاديا ﻷن الصراع حاد و المؤامرة حقيقية ظاهرة للعيان جاهل من ينكرها.
و انكسر القيد…. فبعد فورات الشعوب العربية جاء دور فورة الحكام على ديكتاتورية الغرب الديموقراطي حتى لن يكون لهم ما كان قبل 2011 بحيث أخذت اللعبة منحى آخر مسار اللاصديق و اللاعلاقة إستراتيجية مع من كان،ولتكن المصلحة و البراغماتية سياستنا اﻷولى فلن يخيفنا غزو أمريكا لنا فبدوننا ما كانت لتغزو أحدا و لن تخيفنا إيران النووية ﻷنها تقبع في آتون الحرمان و الفقر ﻷن المبشرين بقوة ايران اﻹقتصادية واهمون تحليلاتهم نكاية بالعرب ليس إﻻ.
لنلاعبهم إذن و ليعلم الجميع علم اليقين أن أمريكا أستدرجت و جنودها لتخوض حروبا عنا و ايران تستنزف في العراق و سوريا و حتى بلبنان ، لكل من قال أن العرب مسيرون فهو مخطئ، ﻷننا نحن من آمننا الله من خوف لذلك لن يخيفنا العجم مسلم كان أو غير ذلك، و نحن من أطعمنا الله من جوع بخيرات ئأرضنا و عقول أبنائنا إنهم يشعلون نار الفتنة و الله يطفؤها.
لك السمع و الطاعة يا أمريكا إن إسطعت معنا صبرا ﻷن اللعبة إنكشفت فاستوضحنا بذلك الصورة لنا و للجميع حتى تجلت معالم الصراع اﻷزلي ببن العرب و العجم حتى و إن كانوا مسلمين فنفاقهم زاهر للعيان محبرين أو أبطال كلاهما في كفة واحدة “اﻷعداء”.
واهم من يقول أننا مسيرين واهم من شكك يوما في قدراتنا كعرب على رفع كل التحديات سياسية كانت أو إقتصادية ﻷننا لا ننتظر من مكاتب الدراسات و التصنيفات الرفع من مؤشراتنا اﻹقتصادية كما تفعل مع الهند و البرازيل اللتين تعتبران قوى عالمية ناشئة على الرغم من فقر شعوبهما و تغلغل مآسي أهاليها فالفقر جلي في شوارع مومباي و ريو دي جانيرو دون نسيان معدل لبطالة و الجريمة. إنها الحرب الباردة إذن غير معلنة ولكن معلومة لا أحد يطيقنا ولا يطيق رؤية النور على وجوهنا ﻷننا لا ننتظر منهم لا جزاء و لا شكورا.
فدعونا و شأننا ﻷننا نحن أول من أطلق شعار “إرحل” إذن إرحلي عنا وإرفعي يدك عن كل من يريد الخير لنا.
أ. رضا لمداحي