اخبار عاجلة

صافي الدين البودالي …الحكومة المغربية بين غصب أهلها و سخط الشارع

تعيش أحزاب الأغلبية المشكلة للحكومة على صفيح ساخن بظهور حركات تصحيحية داخلها ، بعد فشل الحكومة
في إنقاذ البلاد من بوادر احتقان اجتماعي قد يؤدي الى ازمة اقتصادية و سياسية واجتماعية ، أزمة مجهولة العواقب . لكن هذه الحركات التي أصبحت تطالب بتصحيح الوضع سواء من داخل حزب الأصالة والمعاصرة أو من داخل حزب الاستقلال ليس لها بديل تطرحه من أجل الخروج من عنق الزجاجة الذي أصبحت توجد فيه البلاد بفعل سياسة الهروب الى الأمام للحكومة ومحاولة تضليل الرأي العام و الخوف من الحقيقة . إن هذه الأصوات إنما تتحرك لأنها أصبحت في موقف جد حرج أمام الشعب خاصة وأن العجز الحكومي أصبح جليا فيما يخص التحكم في الأسعار التي تزداد اشتعالا و تتسبب في تراجع القدرة الشرائية ، تراجع غير مسبوق ، للمواطنين و المواطنات . و تشعل الغضب الشعبي ، لأن هذه الحكومة ، اي حكومة اخنوش ، لم تكن لها أية استراتيجية تجعلها تكون في مستوى اللحظة . و هو ما جعل اصواتا من داخل أحزاب الأغلبية تدعو إلى الخروج منها على إثر فشلها الذريع في تدبير الشأن العام و تدبير الإدارة المالية لميزانية الدولة . إنها أصوات أهلها المنددة بفشلها، إنها لم تستطع ان تتجاوز سياسة التدبير للشأن العام المبنية على الأساليب التقليدية والآليات العتيقة في البحث و في التفكير و في التعاطي مع الواقع بسياسة الواقع لا بسياسة الهروب إلى الأمام. فهي لم تتمكن من الحد من ارتفاع الأسعار وعلى رأسها أسعار المحروقات خوفا على مصالح أعضائها وفي مقدمتهم رئيسها ، و لم تتمكن من التصدي للفساد لأنها حكومة جاءت لترعى الفساد من خلال حماية المفسدين وقد كشف الوزير وهبي عن كلمة السر في ذلك من خلال تصريحاته ضد المجتمع المدني و جمعيات حماية المال العام .
إن حكومة أخنوش لم يصبح لها وزن سياسي أمام الشعب المغربي الذي كان على موعد يوم الأحد 29 ماي بالدار البيضاء في مسيرة حاشدة دعت إليها الجبهة الاجتماعية ، هذه المسيرة التي أزعجت الحكومة فلجأت إلى أسلوب المنع و إلى التهديد والوعيد كعادة الأنظمة المستبدة. بل حتى الوقفة التي التام حولها المحتجون من جميع الأطياف السياسية و الجمعوية و النقابية و الثقافية بعد منع المسيرة عرفت الحصار و التضييق في مشهد درامي يعكس الصراع الاجتماعي ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني وضد الغلاء و ضد الفقر وضد الفساد و نهب المال العام . لم تستطع الحكومة محاصرة أصوات الجماهير المدوية من درب عمار بالدار البيضاء ، فهي أصوات لا تتحكم فيها الحواجز البوليسية ولا الرقابة فملأت سماء العالم و هو ما كانت تخاف منه الحكومة و قد سقطت فيه .
لقد أصبحت الحكومة تخاف من صوت الشعب المزلزل لبرجها عن بعد أو عن قرب و سيستمر صوته مدويا حتى تتحقق ارادة الجماهير الشعبية .
البدالي صافي الدين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق