اخبار عاجلةتقارير

إنخفاض ملحوظ في عدد المهاجرين السريين بين المغرب واسبانيا سنة 2019.

عبّر الاتحاد الأوروبي عن ارتياحه للجهود التي يبذلها المغرب في مجال مكافحة الهجرة السرية و شرع الاتحاد الأوروبي في صرف مبلغ 140 مليون يورو، سبق أن تعهد بمنحه إلى المغرب، وذلك في إطار تنسيق الطرفين في خصوص مكافحة ظاهرة الهجرة السرية، وستحصل أجهزة الأمن المغربية من خلال ذلك على العديد من المعدات للتعامل بشكل أفضل مع الهجرة غير الشرعية على الحدود. وتعاني الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي منذ سنوات من تدفق مستمر لأفواج من المهاجرين غير الشرعيين من العرب والأفارقة، عبر الأراضي المغربية التي تبعد أربعة عشر كيلومتراً. ووصلت تلك الهجرة إلى ذروتها إبان انتفاضات الربيع العربي.

وعبّر الاتحاد الأوربي عن ارتياحه للجهود التي يبذلها المغرب في مجال مكافحة الهجرة السرية، إذ يقوم باستمرار بمراقبة شواطئه الشمالية إضافة إلى قيامه بحملات مستمرة من أجل تشديد الخناق على شبكات المهربين، وترحيل المهاجرين السريين.

وصرحت المديرة العامة للهجرة والشؤون الداخلية في المفوضية الأوروبية باراسكيفي ميتشو أن المفوضية تسعى إلى علاقة ثقة دائمة مع الدول الشريكة، بما في ذلك المغرب، والتي تلعب دوراً رئيساً في مجالات الهجرة والأمن. واعتبرت أنه “يجب أن نواصل علاقة الثقة مع المغرب، وأن ندعمه أكثر في جهوده في مجال الهجرة”. وفيما قالت إن الاتحاد الأوروبي يتعهد بمواصلة التعاون مع المغرب من أجل إيجاد الوسائل اللازمة لمواجهة تحدي الهجرة، دعت إلى “زيادة دعم المغرب كي يتمكن من تحسين تعاطيه مع تدفقات الهجرة”.

وأشارت ميتشو إلى أهمية الحوار الأوروبي الأفريقي بشأن الهجرة والتنمية، الذي أُطلق عام 2006 في الرباط، في تعزيز التضامن والشراكة في الإدارة الثنائية لقضايا الهجرة مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان، من خلال تبادل الخبرات والتحديات المتعلقة بها، إضافة إلى ضرورة توحيد الجهود وتشجيع التعاون الإستراتيجي على الصعيدين الوطني والدولي من أجل خلق حدود أفضل ومكافحة الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر. وأكدت ضرورة زيادة دعم الدول النامية لتمكينها من اتخاذ خطوات ملموسة تلبي على نحو أفضل تحديات الهجرة.

وجدّدت مارغريتا روبليس وزيرة الدفاع الإسبانية بالوكالة تأكيد ثقة بلادها بالمغرب، في مجال مكافحة الهجرة السرية، قائلة إن “إسبانيا تعمل من كثب مع المغرب لإنهاء شبكات تهريب المهاجرين، ولدينا ثقة في تعاوننا مع الحكومة المغربية التي تقوم بعمل ممتاز في سياق تعاملها مع الاتحاد الأوروبي، وهدفنا هو مواصلة العمل مع المغرب والترويج لسياسة مشتركة”.

واعتبر الكاتب المغربي الطاهر بن جلون أن حلّ قضية الهجرة غير الشرعية يجب أن يتم في مرحلة مبكرة، من خلال معالجة أسبابها، لا سيما من خلال تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان النامية التي يأتي منها المهاجرون. ودعا بن جلون بلدان المنشأ والعبور والمقصد إلى تنسيق جهودها لمكافحة شبكات التهريب والاتجار بالبشر بفعالية، وإلى التضامن الأوروبي في مجال الهجرة. ورأى أنه يتعين على بلدان القارة العجوز التغلب على خلافاتها بشأن هذه القضية من أجل التوصل إلى حلول ملموسة ودائمة.

وستحصل أجهزة الأمن المغربية ضمن اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي على مئات الطائرات من دون طيار ومركبات ورادارات وماسحات ضوئية وأجهزة البصمات، من أجل التعامل بشكل أفضل مع الهجرة غير الشرعية على الحدود. على أن يوفر المغرب 230 سيارة دفع رباعي معدة للاستخدام على الطرق الوعرة وفي طقس مرتفع الحرارة، بقيمة ثلاثة عشر مليون يورو، وعشر سيارات إسعاف مقابل 520 مليون يورو، وتشمل الحزمة أيضاً عشرة صهاريج مياه وعشرة للوقود بقيمة 1.23 مليون يورو، إضافة إلى شاحنات مبرّدة بقيمة 600 ألف يورو وخمسة رادارات بحرية وعشرة أجهزة للتعرف التلقائي على الوجه وأخرى لتحديد المواقع وأنظمة راديو.

 

وقد أثمرت جهود المغرب عن تراجع الهجرة السرية عبر أراضيه إلى أوروبا، إذ سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصول 11409 مهاجرين سريين، في مقدمهم المغاربة، إلى إسبانيا بين يناير (كانون الثاني) 2019 ويونيو (حزيران) 2019. وهذ انخفاض بنسبة 15.1 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من 2018 التي سُجل خلالها وصول 13442 مهاجراً. وأصبحت إسبانيا البوابة الثانية للمهاجرين نحو الضفة الأوروبية بعد اليونان التي وصل إليها 15 ألف مهاجر سرّي في العام 2019.

وسجلت منظمة الهجرة الدولية 171 ضحية بين قتيل ومفقود وسط مهاجرين كانوا في طريقهم إلى إسبانيا عبر غرب المتوسط ما بين يناير و14 يونيو 2019، وبذلك يكون عدد الضحايا قد تراجع بنسبة 42 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من2018 التي سجل خلالها مصرع 293 مهاجراً.

 

وأكد خالد الزروالي مدير الهجرة ومراقبة الحدود في وزارة الداخلية المغربية أن بلاده أحبطت 40.300 محاولة للهجرة غير الشرعية منذ يناير 2019 إلى الآن، وأن ذلك العدد يشكل زيادة بنسبة 25 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من 2018. وأضاف أن “مراقبتنا الحدود أسهمت بشكل كبير في التخفيف من ضغط الهجرة، ولكن يجب علينا مواصلة العمل من أجل دعم هذه الإجراءات والتدابير وتعزيزها، صحيح أننا نشعر بأن ضغط الهجرة قد انخفض على الجانب الإسباني، ولكن من جانبنا لا يزال هذا الضغط يسجل تصاعداً”.

ورأى الزروالي أن على المغرب “تحمّل مسؤولياته بالكامل في مياهه الإقليمية، وينبغي أن يركز النقاش على محاربة المهربين لأنهم يعرّضون حياة المهاجرين للخطر، إن المغرب يتعرّض للضغط، كما أن الضغط الذي تمارسه قوات الأمن في الشمال يفتح جبهات جديدة في جنوب البلاد، باعتبار أن شبكات الهجرة السرية أضحت متطوّرة ومعقدة، كما أن المرشحين للهجرة غير الشرعية يحاولون المغادرة من جنوب مدينة الدار البيضاء، إضافة إلى وجود محاولات للوصول إلى جزر الكناري عبر السواحل بين مدينتَي أكادير والداخلة (جنوب المغرب)”.

امين قمري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق