اخبار عاجلة

هل للعنف معنى في فيلم ( قتلة بالغريزة ) للمخرج الأمريكي أوليفر ستون ؟

يقف المخرج السينمائي أوليفر ستون على رأس قائمة أولئك الذين ينحون منحى خاصا خارج المألوف في تقاليد السنيما الأمريكية . فقد صنع أبرز أفلامه بل أفضلها خلال مغامرة سعى فيها إلى تهشيم نمطية البطل الأمريكي تاركا وراءه اكبر أساطير هوليود و نابذا أحلامها و ذلك عبر افلام شهيرة مثل( بلاتو ، ولد في الرابع من تموز ) . كما أنجز أعقد و أخطر افلامه على صعيد المضمون و الفنية العالية سنة 1994 الا و هو فيلمه ( قتلة بالغريزة) هذا الفيلم الذي تعرض لرقابة شديدة لكثرة مشاهد العنف ووالقتل والتركيز على النوازع السادية و سفك الدماء. مصورا غريزة تاناتوس في الإنسان و هي شهوة الهدم و تقويض الحياة. و هي نظرية استمدها المخرج ستون من نظريات عالم النفس النمساوي سيغموند فرويد حول استبداد غريزتي الموت و الحياة في لا وعي الافراد . و هذه اشكالية يطرحها هذا العمل المرصع بالدم و هي تؤكد بأن الوجود إنساني حينما يصبح عرضة للتهميش و الانسحاق و القهر و الاستلاب و في مجتمع رأسمالي يقوم على ثقافة التشيء يتحول الكائن المضطهد إلى وحش يدمر نفسه و محيطه لكي ينفس عن مظاهر الكبت و المحاصرة باحثا عن حل لتفجير ازماته بهذه السادية الرهيبة و هو ما حدث في هذا الفيلم بالنسبة للبطلين ميكي و ماليري لكي يحصلا على حريتهما و ينتقما من الجلاد بدءا بقتل الاب و مواجهة السلطة الممثلة بحاكم السجن في محاولة بالاطاحة برموز القمع و كل سلطة خصاءة. هل هو تحرر اوديبي قام به البطلان ؟ ام هو برهان على سقم الحضارة الغربية المعاصرة و ضعفها و خللها القيمي؟ لقد هيمن الخطاب الفلسفي الذي بنى تمفصلاته على نظريات علم النفس و علم الاجتماع . هل البطل في هذا الفيلم مجرم ام ضحية ؟ خصوصا و انه تحدث بلغة القتلة مركزا على حواسهم و غرائزهم و ارتكاساتهم . سنترك للمتلقي ان يكون قاضيا و يحكم بنفسه على هؤلاء.
بقلم ناصر الحرشي جريدة الحياة الآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق