اخبار عاجلة
نداء الارض : سآكل لحم مغتصبي في رواية الريح الشتوية ) للكاتب المغربي مبارك ربيع .
اول ما تصطدم به في هذا المنجز الروائي (الريح الشتوية ) لمبارك ربيع هو أشكال لكائنات حية أو شخصيات معطوبة عاشت زمنا مغربيا يرزح تحت رحمة الكولونيالية الفرنسية واذنابها المحليين . فالرمزية التاريخية لهذه الرواية تستوطن ذكريات مغاربة تجرعوا غصص سنوات الاستعمار الفرنسي شكلت فيها قضية انتزاع اراضيهم واجتثاتهم من قراهم حجر زاوية هذا النص حيث تحكم هذا الفضاء السردي رؤية عمادها استرجاع الارض ورجوع الحق لأصحابه والعودة إلى الاهل ونهاية جحيم السجون والمنافي . معظم هذه الشخصيات من الفلاحين والقرويين الذين طحنتهم الآلة الرأسمالية الاستعمارية وبلترتهم محولة إياهم ارقاء مأجورين وعمال في معامل الاسمنت والسكر يبيعون قوة عملهم مقابل اجور زهيدة مكدسين هم وذويهم في البرارك بمدينة الدار البيضاء حيت الوطن أصبح سجنا كبيرا ومقبرة جماعية لهؤلاء. فقد استثمر صاحب (رفقة السلاح والقمر ) التاريخ والزمن الحربي بوصفه ذكريات تستوطن فضاءات النص . حيث يهيمن فضاء القرية الرحم والأم والماضي الجميل تم فضاء المدينة الغربة والاستلاب ومسيرة العذابات والسجون والمنافي الحاضر البهيم. تم أصوات الجلادين ( الحاكم النصراني ،القايد،الشيخ،المقدم، المخازنية ،جنود سليكان). فاغلب افضية الرواية تنطق بماضي النعمة وحاضر النقمة وهي ذات مرجعيات واقعية ببعدها المكاني الدال(كريان سونترال، لبرارك) بحمولة رمزية قيمية وتاريخية. وكل أبطال الرواية في سياق علاقاتها مع محيطها يحكمها حقل ثقافي واجتماعي واقتصادي وطبقي يحدد هويتها ، قوتها وضعفها ، حضورها وغيابها ، فعلها وسقوطها. فالترحيل والنزوح القسري بعد مصادرة الأرض من اصحابها بدءا بأسرة العربي الحمدوني قطب رحى احداث هذه الرواية تم الاسر القروية الأخرى التي اجتثت من أرضها ولقيت نفس مصير العربي الحمدوني ( كبور، سعيد ،المذكوري ناهيك عن الزوجات) ظلت سجينة ومقيدة بالماضي الاثيل ماضي الأرض والاستقرار والانصهار بتربة الوطن ، تم زمن الفقد وانسحاق الكينونة وعذاب المتاهة والمصير المجهول تم الركض الدونكشوتي في فضاءات المحاكم من أجل استرجاع الأرض التي سرقها المستعمر اما بالتحايل أو العنف المباشر . تمت علاقة متجذرة بين شخصية غريبة الأطوار تدعى عائشة العرجاء وهي امرأة عجوز ومسنة تقطن بالبرارك تشتغل وسيطة دعارة توفر المتعة لجنود سليكان ولطلاب المغامرات الليلية.فرغم عملها الدنيئ والمرفوض اخلاقيا فهي تقدم عملا نبيلا وذلك بمساعدة ابطال الرواية المنكوبين والوقوف معهم في الضراء والبأساء وحين البأس رغم اعتراض البعض (التهامي ) وتحمل هي أيضا هموم هذا الوطن السليب عملت رواية الريح الشتوية على رسم شخصيات ترمز إلى هوية وطن وهو ينازل مغتصبيه املا في الانعتاق والحرية .
بقلم ناصر الحرشي.