تمتاز قصص توفيق يوسف عواد ( الرغيف ) (فرسان الكلام )( الصبي الاعرج ) بتصوير مجتمع المدينة ومجتمع القرية رغم كون القرية تعد مجتمعه المفضل الذي نشأ فيه وغرف منه الكثير وجعله الاطار الاوسع لمعظم قصصه . فالريف في طبيعته الجذلى والحزينة المشرقة والكالحة والارض بعبيرها المخدر وصراع اهلها من اجل البقاء مع الطبيعة ثارة ومع الاقطاع ثارة اخرى وبيوت القرية القرميدية هي مصارح احداثه . بطل الصبي الاعرج قروي فقير متمسك بأرض اجداده والحرير هو الاهم عند طنوس بطل الكمبيالة الاولى وهي تشجب العلاقات الربوية. في قصة معلم القرية يهمن جبار وجلاد على الثلاميذ وليس رجل تعليم يضطلع برسالة تربوية مقدسة . وللموت في القرية طقوسه حيث يشترك فيه الغرباء مع اهل الفقيد كما في قصة نخب الموتى . كما صور المواجهات والصراعات الاجتماعية بين وجهاء القرية من ملاكيها الكبار مع الفلاحين الفقراء . ولم ينسى عواد مجتمع المدينة لكنه جال في احيائها الفقيرة ودلف الى اكواخها بشظف عيش اهلها الذي يزكم الانوف .يدقق ويحلل افكارهم ويسبر اغوارهم النفسية المعتمة .فيرسم حياة الشاعر البائسة ومعاناتهم مع الرغيف ونزيلة الفندق وبائعة القهوة والصائغ الذي يركض وراء اللص والشحاذ . مجتمع المدينة عند عواد يبصق ذما الذي ضاع فيه الانسان واصبح ذئبا لاخيه ( جان لوك ) . وهكذا مازالت اضموماته القصصية للاطاريح الجامعية التي كتبت فيها العديد من الرسائل الاكاديمية لقبه بعض النقاد بشيخوف العرب .ربان القصة هذا وكاتب القرية والمدينة سقط شهيدا في 16 ابريل 1989 في بيروت جراء قذيفة مجرمة ليغادر المستنقع .
بقناصر الحرشي ناقد سينمائي وادبي .