اخبار عاجلة

ناصر الحرشي ….فيلم (valkyrie) الفوهرر يرفص رقصة التانغو مع الموت .

يستهل المخرج في هذه المدونة الابداعية الفيلمية في شكلها التراكبي مع شرطها السياسي ، التاريخي والحربي على هذا النحو في الفيلم الملحمة(valkyrie ) مشهد الجبهة الافريقية وهي مشتعلة (صحراء العلمين ) وهو يتقارب تناصيا مع فيلم ( السقطة ) اي يتناول في شبكته الموضوعاتية تيمة الحرب العالمية الثانية وتداعياتها على المانيا النازية فهي المسؤول الاول والاخير على اشعال فتيلها .وضمن هذا البرنامج السردي، يتحدث هذا الاثر الفني عن مجموعة من ضباط الجيش الالماني وهم يخوضون غمار حرب طاحنة تحت امرة المارشال رومل الملقب بثعلب الصحراء على الحدود المصرية وهو ينازل نزال الموت غريمه الجينرال البريطاني مونتغومري بعد تدخل الماني عسكري لانقاد جيوش موسوليني المنهارة .ومن هذا المنطلق يخطط هؤلاء الضباط بمعية رومل القائد المعجزة لقتل ادولف هتلر بهذف ايقاف هذه الحرب لانهم لم يكونوا نازيين ولا يؤمنون بفكرها العنصري وهم ضد الحرب ومع السلام . لذلك آثرو  الاطاحة بالنظام النازي فيما يسمى بعملية 20يوليوز 1944 .واسم valkiri يحيل الى احدى اشهر سمفونيات الموسيقار الالماني الشهير (فاغنر)  وتعني عرائس المعبد لكن في هذه الحقينة السينمائية لا يدور الحديث عن عالم الموسيقى وعبقرية هذا الفنان بل هي حركة سياسية عسكرية لتخليص العالم من شرور النازية وحروبها الامبريالية ومن اللفياتان الاول الفوهرر شخصيا . الفيلم يتمحور حول موضوعة الاغتيال السياسي الذي شكل حجر الزاوية وبهذا الجيشان الطافح والضاج بتفاصيل ومناخات محاولة انقلابية فاشلة والتي شيد الفيلم عبرها عوالمه واخراجه السردي .فالبطل المنفذ لهذه العملية هو العقيد (فون ستافنبورغ ) وهو ضابط الماني ينتمى الى الطبقة الارستقراطية البروسية ( ادى الدور الوجه الهوليودي اللامع طوم كروز ) هذا الضابط الذي فقد عينه ودراعه وهو يقاتل في العلمين وقد اصبح على هيئة قرصان وهو لا يشبه القراصنة في شيئ بل يمثل قيم الحب والخير والسلام والنبالة الروحية وهو يكره هتلر والنازية انشأ ابناءه على حب الانسان وعدم اداء التحية النازية كما تربطه بزوجته( مينا) علاقة حب واحترام كبير .فعلى طول سواحل هذا النص  وقد بلغت فيه الاحداث الدروة نراه قد عقد العزم وببسالة قل نظيرها بمعية رفاقه الضباط  الناقمين على جرائم النازية على تنفيذ العملية بمقر القيادة العليا للجيش الالماني حيث كان يتمترس هتلر وضباط جيشه وهم يخططون لمواجهة تقدم الحلفاء الى برلين حيث بتمكن العقيد ستافنبورغ من ولوج دائرة الفوهرر ويضع قنبلة قرب قدميه لتنفجر وتتطاير اشلاء الجينرالات وينجو قائد الرايخ الثالث بأعجوبة وبحظ من السماء .لتبدأ موجة القمع المسعورة ومطاردة الانقلابيين تم القاء القبض عليهم بدءا  برومل المخطط والعقل المدبر الذي ينتحر لاحقا بين يدي حراسه على مثن القطار ويتم اعدام العقيد ورفاقه رميا بالرصاص ويهتف هذا الاخير بحياة المانيا العفيفة والشريفة والغير الملوثة بقفازات النازيين القذرة . وحسب هذه الارسالية النصية فان الماني كلها ليست متورطة في الانتهاكات الانسانية التي سببتها الطغمة النازية في حق الشعوب بل هناك شرفاء وقفوا في وجه المحرقة النازية ولم ينتصر الا موتهم كأبطال الاليادة .

بقلم الناقد الادبي والسينمائي ناصر الحرشي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق