تعد رواية سراديب الذهب اهم رواية للكاتب المصري محمد العون التي صدرت سنة 2017 . وهي العمل الابداعي السابع في ترتيب مؤلفاته . تدور احداثها في مصر القديمة وبالتحديد عصر الاهرامات . وتحكي وقائع سرقة لمقبرة الملكة ( حثب حرس ) ام الملك ( خوفو) باني الهرم الاكبر . تقوم بتنفيذها عصابة يتزعمها نحاث مصري فقير اسمه ( حرنخت ) وهو احد المشاركين في بناء هذه المقبرة .لا يكتفي الكاتب بتتبع وقائع السرقة فحسب ، بدءا من رسم الخطة لها حتى النجاح في الهروب بجسد الملكة وتقطيع اوصالها وصهر الذهب الذي تحمله معها وبيعه ثم انفاقه ، بل يرسم ايضا صورة حية لحياة الملكة حتب حرس وابنها الملك خوفو مصورا الحياة المصرية القديمة بهرميتها الاجتماعية . في ظل هذه الاسرة الملكية الاتوقراطية والتيوقراطية ثم علاقة الامراء ببعضهم البعض . لذلك فان الرواية تحمل صورتين متقابلتين الاولى صورة لحياة الملكة الام واسرتها النبيلة وهي ترفل في حياة الترف والبذخ ثم التخطيط المحكم الذي تقوم به لبناء مقبرة او بيت ابدي فخم لها وحفظ الذهب والمومياء الملكية المقدسة فيها بواسطة الملك خوفو وبمباركة الكهنة والمبالغة في احكام السرية والحراسة المشددة للجسد المقدس لام الاله حسب المعتقد الفرعوني القديم . والصورة الثانية ترسم حكاية نجاح حرنخت وعصابته في سرقة هذا الذهب رغم الحراسة المشددة والقداسة المرعبة التي تفرضها السلطة الحاكمة . ويأتي التقابل في الحكايتين في ان الاولى تقص عملية بناء المقبرة وحفظ الذهب والثانية عملية فتح المقبرة واخراج الذهب هذا هوالخط الحكائي العريض للرواية. لقد حملت الرواية رؤية نقدية للمجتمع المصري القديم تحاكم وتشجب اهدار الطبقات الحاكمة للطاقات والثروات في اقامة مشاريع وهمية لاتخدم مصلحة الفقراء واضعة خطاطة ثلاثية الابعاد اولها الوعي وغياب الوعي ثم الثانية غياب العدل والمساواة والثالثة السعادة والشقاء . وعلى ضوء هذا التقابليكشف محمد العون النقاب عن تبديد هذا الذهب في مشاريع الموت وما بعد الموت وليس في مشاريع تعود على الشعب المصري بالنفع العميم لكن المحرومين كانوا اكثر فطنة وذكاءا وفهموا اللعبةوالقسمة الضيزى لذلك تجرأ روبن هود وسرقة ذهب الملكة ليؤسس جنته وفردوسه المفقود في هذا العالم . بقلم الناقد الادبي والسينمائي ناصر الحرشي .