اخبار عاجلة
ما الجديد في الإنتخابات الجزائرية؟

2014 عام فاصل في تاريخ الجزائر فمع بداية الربع الثاني منه ستشهد الجارة إنطلاق الإنتخابات الرئاسية المحددة ﻹستمرار المقعد في الحكم أو بروز شخصيات جديدة قديمة على رأسهم الجنرال توفيق مدير المخابرات المقال.
صراحة لاشأن لنا بالسياسة الداخلية للجزائر لكن همنا هو مفترق الطرق الذي ستقف فيه تلك اﻹنتخابات فلكل إتجاه باع طويل كمناور محنك خصوصا فيما يتعلق بالمغرب. فشخصيا لا أرى أي إنعكاس إيجابي على العلاقة مع المغرب فكلاهما ينهلان من تعاليم المؤسسة العسكرية التي لا تكمن أي ود لجارتها الغربية، فالمتغير الوحيد و المرحب به هو تغيير للوجوه فمع قدوم الجنرال ربما تتغير التركيبة البشرية للإدارة في قصر المرادية التي ربما تأتي بوجوه شبابية تلبي طموحات الشارع المتعطش للكثير من الحرية و العيش بكرامة. لذلك يبقى المتغير الوحيد و اﻷوحد؛ أما الثابت فهو الصراع .
فالقول أن الصراع صراع حكومات ليس بصراع شعبين يبقى فضفاضا قابلا للنقاش فهو مجرد شعار يراد به تلطيف و تجميل واقع نعرف حقيقته جيدا فلا فائدة من الضحك على الذقون فللشعوب وحراكها دور كبير في تحديد منهج الحكام في الحكم فجيراننا أو باﻷحرى برلماناتهم وهي المعبرة عن الشعوب *هذا إذا كانت هناك ديموقراطية* أن يبوحوا بما تسر صدورهم فغالبية الجزائريين لهم نفس مفهوم العلاقة مع المغرب فالخلفية واحدة: نحن اﻷعداء
فالجزم بذلك غير منصف فالمجال الذي نتقاسمه يجعل منا دولتين متكاملتين فكلانا امتداد للآخر جغرافيا تاريخيا و عرقيا كذلك، لكن من يرى مشهد تراشق الشعبين بالسباب و الحجارة بحيث لايفصل بينهم سوى واد شبه جاف (مدينة السعيدية) يستشف مدى الشرخ و حقيقة العلاقة بين الجارين. فلاعيب من فتح حوار بين اﻷهلين أولا قبل فتح الحدود أو حتى إعادة ربط العلاقات الدبلوماسية، فالحوار بين الشعبين أو كما يقول المصريون *نفضفض على بعض* يعطي فرصة ﻹخراج الدفين فينا و يجعلنا أقرب إلى حل المشكلات فلا حلول دون نقاش شامل، موسع، هادف و صريح ،يكون للمجتمع المدني دور مركزي و فعال بعيد عن انتهازية السلطة و السياسيين. فتاريخنا مشترك لكنه محرف لكل واحد منا تصوره للمراحل التاريخية المتعاقبة انطلاقا من المنظور التعليمي لكل دولة فكلانا يكتب تارخه حسب هواه لكن يبقى الخطر اﻷكبر هو الكتابة السياسية للتاريخ،فأحدنا أو كلانا وقع في فخ التحريف.
فلنجعل من سنتنا هذه سنة حوار شامل و فعال بعيدة عن متاهات المخابرات قريبة من الديبلوماسية الشعبية التي أثبتت نجاحها إنطلاقا من كفاءة الوجوه التي ستحتضنها و تفعلها فمشروعنا اﻹصلاحي ناجح لامحالة لكن بعيدا عن استعباد اللاجئين في تيندوف و المهربين اﻹنتهازيين، ناهيك عن اﻹنفصاليين الفاشلين اليائسين منذ أربعة عقود.فلنبدأ بتشييد صرح مستقبل جديد و مجيد تكون مصلحة الشعبين أولوية فالخامات متوفرة فمن يصقلها؟!!
رضا المداحي.