ثقافة و فنون

لماذا يخشى المغاربة كلمة فلسفة ؟

 

الفلسفة الكابوس المخيف المثير في أذهان بعض المغاربة الكثير من الشكوك و الخوف من

الاقتراب منها بسبب ما بات مقترنا في مخيلتهم كلما سمعوا لفظها الإلحاد أو الجنون إما

بسب جهلهم بحقيقتها أو عن طريق إشاعات انتشرت كالعدوى بيننا غايتها الابتعاد عن

الفكر الفلسفي، ومعانقة الإنحطاط.

الفلسفة بريئة مما يحوم حولها من شبهات، هي بعيدة كل البعد عن محيطها. فهي أسلوب

تفكير راقي.يصقل العقول و يقرب المعرفة الحقة لذهن الإنسان، لا،إصابته بالجنون. وظيفتها

بناء نظرة شمولية سليمة لرؤية الأشياء على حقيقتها،تساعد الإنسان على التعقل باعتباره

كائنا عاقلا لا يمكنه الإستغناء على السؤال و التساؤل للوصول الى هدفه.

فمن يتنكر للفلسفة إذن ،يكون بالضرورة متنكرا للعقل ،و بالتالي يتخلى طوعا عن جوهريته

ووجوده المتميز.

و التفلسف هو طرح السؤال، و السؤال طبيعة فطرية في الإنسان منذ خلقه الله سبحانه و

تعالى عليها. فالإنسان مخلوق على الفطرة.

و بالسؤال يكشف الإنسان الموجودات الذي أوجدها الله في الكون، و بهذه الموجودات نعرف من أوجدها.

فالصراع القديم حول الفلسفة في العالم الإسلامي يعود إلى لقائهما لأول مرة، بحيث لم يكن

من أجل البحث و المعرفة و إنما إقحامها في صراع سياسي، ما أفقدها دورها الريادي.

للفلسفة مزايا لا تحصى و لا تعد، و ما الدور الذي قامت به في نهضة الشعوب التي احتضنتها واشتغلت بها إلا دليلا على التمسك بها لا الخوف منها .

فلماذا يخشى المغاربة الفلسفة إذا؟

سعيد مسفاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق