اخبار عاجلة

لابد لقطر أن تنكسر

تحل قمة العرب بالكويت و المنطقة على صفيح ساخن بعد ولوج دول الخليج لمنعطف لاسابق له إن لم نقل خطير يلف مصير أرض كانت في السابق ترأب صدع اﻷمة إلى أن حل بها ماحل بالشرق اﻷوسط برمتة
فإختلاف الرؤى و تباين المواقف جعل من الكويت قبلة اللاتفاهمات، فقد سبق القمة إجتماع وزراء خارجية العرب و ماترتب عنه من عزل واضح لوزير خارجية قطر التي لم تحرك الدوحة ساكن لترتيب و تحصين الصف الخليجي فموقفها الضعيف جعل من المملكة السعودية تلوح بإعلان حرب عليها و إن كانت ضمنية. فالموقف العربي من قطر سيجعلها أمام مرمى نيران العزلة السياسية العربية مع حزمة من العقوبات اﻹقتصادية تفرض عليها حصارا بريا،بحريا و جويا خليجيا. فلنرجع عشر سنوات إلى الوراء فنلحظ جليا فطنة ملك المغرب وبعد نظره نستشفه في مضمون رسالته إلى منظمي مؤتمر الدوحة فما كان من ملكنا إلا أن يصرح علانية عدم نيته حضور إجتماعات المؤتمر و دول أو باﻷحرى دولة بعينها هاجسها الوحيد الريادة وقيادة العرب، فهاجس القيادة و السلطة كانا نواة طموح اﻹمارة الصغيرة و الغنية.

كما كان ﻹقفال بوقها اﻹعلامي المسموم بالرباط فطنة مبكرة لواقع اﻷمر و تداعياته. فألف ومائتي سنة من نظام الدولة في هذا البلد اﻷمين جعل من وطننا السعيد قلعة حصينة جبارة صعب فك شفرة تلاحم أبنائها رغم تنوع أعراقها. فأقل من طرد القرضاوي و إقفال قناة الجزيرة أو تكميم جزأ من فمها السليط لن يرضي أو يطيب خاطر العائلة الملكية السعودية فغير ذلك يخدم مصالح اﻹدارة اﻷمريكية لذى فلن نتوقع من قطر مد يدها لجيرانها فالتعنث القطري نابع من اﻹستقواء بالغرب اﻷمريكي فهي بذلك دراع لوكالات اﻹستخبارات العالمية نتيجتها تصفية حتمية لﻹمارة الغنية بسم مخابراتي جدوى مفعوله على المدى الطويل.

فاﻹجراءات السعودية اﻹماراتية البحرينية إتجاه قطر ردا على دعمها اللامحدود و اللامشروط لﻹخوان المسلمين الذين لاهم لهم سوى الطعن في سياسة المملكات الثلاث دون إغفال الحليف اﻹستراتيجي لهن ألا وهي مصر فأكاديمية التغيير المؤسسة من طرف التنظيم اﻹرهابي العالمي لﻹخوان بتمويل قطري ودعم لوجستي أمريكي تجعل منها السوط الذي يضرب به ظهران الجيران لخلق مزيد من التطاحن و اﻹنقسامات.

فالحسم بالكويت في بيانها الختامي سيكون حتما قويا في صياغته حاسم في إجراءاته ضد قطر على أعلى المستويات سياسية كانت أم إقتصادية كالتلويح بطردها من الجامعة العربية كما صرح به محمود جابر و هو باحث سياسي مصري، كما كان لحبيب الصايغ وهو رئيس تحرير صحيفة الخليج و رئيس إتحاد كتاب اﻹمارات رأي جاء في مضمونه و العهدة عليه أن قطر تصعد الموقف ببيانها الضعيف فهي لاتحسن قراءة التاريخ فالتحرش بالجيران وعدم مراعاة الحلفاء تمادي في الخطأ فهي بذلك لا تستجيب لتطلعات الدول العربية و على رأسها العربية السعودية مما يشكل خطرا على تماسك مجلس التعاون الخليجي فخروجها عن إتفاق الرياض السعودية. ” أثر سالب على العلاقات العربية العربية فعلى حد قول حبيب الصايغ وهو ينتقد إعلامها و يصفه بالغبي حيث التركيز على المشهد المصري و هو أعلى درجات الغباء السياسي و اﻹعلامي. فاﻹشكالية لها أبعاد تفوق مصر بل تتجاوزها لتصل إلى الخليج و العرب ككل..

هو بعد جيو سياسي….. فقطر تعبد بذلك الطريق لدور إيراني قادم في الشرق اﻷوسط و ذلك لن يتأتى حتى تحرق قطر كل أوراقها فاللعبة أكبر من اﻹمارة الصغيرة لأن اللعبة الأمريكية في المنطقة شيطانية وصلت إلى مراحلها ما قبل النهائية على أن تكون مراحلها اﻷخيرة بلورة ملف إيراني أمريكي لبسط النفوذ الفارسي على العرب بعد إضعافهم و إستنزافهم كليا لتضمن بذلك أمريكا مصالحها ومصالح إسرائيل الكبرى.

إنها اللاحرب و اللاسلم إذن. فإبراهيم الدسوقي عن و كالة الشرق اﻷوسط لﻷنباء يلخص الشغف القطري فيقول: تبعية قطر ﻷمريكا رغم غناها سببه وحيد أوحد هو إعطاءها دور سياسي فعال في المنطقة نظرا للفقر السياسي التاريخي للعائلة الحاكمة.

فلنرى ما سيجلب التعنت للشقيقة قطر فلا محالة المزيد من الحزازات و العداوات مما سيكلفها الكثير من المليارات تنفقها ﻹستجداء ود و عطف المزيد من الدول
لدى فضغط العرب على أمريكا هو السبيل و الخيار الحقيقي الصحيح لوقف هذا النزيف. فهذه الدويلة الغنية دراع أمريكا الفعال في إنجاح مشروع الشرق اﻷوسط الكبير بعدد دويلاته، تسحب زعامته من السعودية لصالح اﻹمارة الصغيرة كمكافأة كبيرة على إنجاح ونصر أمريكا في أحدث حروبها حروب الجيل الرابع وهي الفوضى الخلاقة..

رضا لمداحي. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق