فيلم ريش انتاج 2021 كتبه المخرج المصري عمر الزهيري بمساعدة الكاتب احمد عامر يروي قصة عائلة معوزة وفقيرة يقرر فيها الاب الاحتفال بعيد ميلاد احد أبنائه فيحضر ساحرا لتقديم فقرات مسلية ، يستعين الساحر بالاب فيدخله إلى صندوق خشبي كبير ويحوله إلى دجاجة .يختفي الاب ومن هذه الأفارقة العبثية والفانتازيةتنطلق عجلة احداث الفيلم فتلجأ الزوجة إلى كل السبل لانقاد الزوج وتبحث عن الساحر دون جدوى . وهذا فرض عليها أن تعتمد على نفسها لتدبير متطلبات الأسرة،  فتقرر البحث عن العمل مع ما رافق ذلك من معاناة وتحرش رب العمل بها . لكن يظهر الاب من جديد حيث ستعثر عليه الشرطة رفقة مجموعة من المشردين وقد أصابه الشلل وفقد القدرة على الكلام وعلى الحركة وهذا ما سيجعله عبئا على الأسرة وينتهي الفيلم باقدام الزوجة على قتله خنقه بعد أن فقدت الأمل في العودة إلى سابق عهده لتنتقم من تسلطه السابق واستبداده الاسري . هذا الزوج الذي فرض عليها الصمت والخضوع والاستسلام.  فالفيلم يبدأ بصورة رجل يقوم باحراق نفسه بالنار وهي صورة دالة ترمز إلى حال المواطن المصري المأزوم والمهزوم في البلدان المستبدة والمتسلطة وهنا يستدعي المخرج عمر الزهيري الحدث البارز الذي كان وراء ثورات الربيع العربي.  وهي رؤية نقدية واضحة تفضح استبداد الحكام وقهرهم لشعوبهم وهو حال الزوجة التي يظهرها الفيلم كشخصية مستسلمة وخنوعة لا تقوى على المجابهة ثم المسخ من كائن بشري إلى دجاجة للزوج وعودته في وضع جسدي كارثي هو صورة رمزية للانظمة المستبدة بثوراتها المسيخة التي اخدت مسارا أسوأ وشكلا تحريفيا كما أن الزوجة رمزت إلى الاغلبية الصامتة من الشعوب العربية .شكل فيلم ريش علامة فنية بارزة حاول من خلاله عمر الزاهيري تعريف المجتمع العربي بأسلوب يمزج بين الواقع والغرائبي مذكرا المتلقي بأسلوب الواقعية السحرية لغابرييل غارسيا ماركيز فيلم يتأرجح بين الدراما والسرية السوداء ولا غروة أن يترشح للعديد من الجوائز العربية والدولية ويتوج بالجائزة الكبرى لأسبوع النقاد في مهرجان كان الفرنسي .

بقلم الناقد الأدبي والسينمائي ناصر الحرشي .