
تحتفل المملكة المغربية في مثل هذا اليوم بالتحرر من الاستعمار الفرنسي والوصاية واكتساب الحرية الكاملة لبدء مسيرة البناء والتنمية والنهوض بالبلاد وتعزيز سيادتها وبناء منشآتها ومؤسساتها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية.
موعد عيد الاستقلال في المغرب هو 18 نوفمبر هو يوم إحياء لذكرى الحرية ويلتف الشعب حول ملكهم للدفاع عن الوطن وتحريره من الاستعمار.
في عام 1954 قررت الحكومة الفرنسية إحداث تغيير كامل في السياسة في المغرب.لقد عينت جيلبرت جروندفال مقيمًا فيها، وحاول التصالح مع الشعب المغربي.لكنها فشلت بسبب معارضة العديد من المسؤولين لغالبية المستوطنين الفرنسيين.كما بدأ جيش تحرير حرب العصابات في العمل ضد المواقع الفرنسية بالقرب من المنطقة الإسبانية.رفض القادة الاتفاق مع فرنسا إلا بعد عودة محمد الخامس إلى السلطة.ولأنه نفي نتيجة رفضه التعاون مع السلطات الفرنسية في سيطرتها على البلاد، وافقت الحكومة الفرنسية على إعادته، وسمحت له بتشكيل حكومة دستورية للمغرب.عندما عاد السلطان محمد إلى الرباط، اعترفت فرنسا باستقلال المغرب.أنشأ السلطان حكومة دستورية ضمت ممثلين عن السكان الأصليين في المغرب.كما أصبحت الإدارات الحكومية التي كان يرأسها في السابق مسؤولون فرنسيون تحت الحكم المغربي.
يعود تاريخ الاحتفال بعيد الاستقلال إلى عام 1955، عندما أعلن المغفور له الملك محمد الخامس، بعد عودته من المنفى، نهاية نظام الحماية الفرنسي والإسباني.مع بزوغ فجر جديد من الاستقلال والحرية، يحتفل المغاربة بمرور الأجيال بذكرى الانتصار على الاستعمار الفرنسي للسيطرة على الأراضي المغربية. مرت أحداث الاستقلال بالمراحل التالية:
الاستقلال حدثا تاريخيًا مهمًا في تاريخ المغرب، وكان نهاية الكفاح المرير الذي اتخذ أشكالًا عديدة لمواجهة الاحتلال الذي فرض على المغرب منذ عام 1912.
ذلك عندما ظهرت الغيرة الوطنية، وقدمت التضحيات للدفاع عن المقدسات للوطن.
حدوث الكثير من الانتفاضات الشعبية والمعارك التي خاضها شعب المغرب في جميع مناطق المملكة، لمواجهة الوجود الأجنبي في البلاد.
ومن أهم هذه البطولات معركة الهاري، أنوال، معركة بوغعفر وسيدي بو عثمان وجبل بادو وقبائل أيت والمحافظات الجنوبية.
والعديد من المعارك الأخرى التي علمت الوجود الاستعماري درساً قاسياً في الصمود والتضحيات والمقاومة والنضال الوطني.
ومن أهم محطات النضال الوطني نجد ما فعلته الحركة الوطنية في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي وهو الانتقال إلى النضال السياسي.
والعمل الوطني لنشر الوعي الوطني وتحفيز العزم ورفع العزيمة. بين شباب المجتمع المغربي بجميع طبقاته وفئاته، للدفاع عن استقلال المغرب في المحافل الدولية.
من أهم المحطات التاريخية في مسيرة النضال الوطني زيارة الملك الراحل محمد الخامس إلى طنجة في 9 أبريل 1947، لتأكيد تمسكه باستقلال المغرب ووحدة أراضيه وهويته العربية.
واشتد نفوذ الدول المستعمرة، خاصة مع عدم خضوع الملك الراحل محمد الخامس لضغوط الحماية، ورفضه لأي مساومة على التشريعات الاستعمارية، ما جعلها مؤامرة لنفيه.
تعود بداية أحداث الاستقلال إلى حين رفض الملك محمد الخامس كل محاولات الالتفاف على مطالب الاستقلال، وكانت النتيجة نفيه في أغسطس عام 1953 باتجاه كورسيكا، وبعد ذلك تم نقله في 2 يناير 1954 إلى الجزيرة مدغشقر.
وعلى الرغم من ذلك، لم ينجح الاستعمار في وقف النضال الوطني المغربي.
حيث انتفض كل الشعب بعد نفي الملك، وحدثت انتفاضة جماهيرية في جميع القرى والمدن المغربية.
اندلعت أحداث دامية في مناطق كثيرة، وأظهر الاحتلال ضراوة المقاومة.
ولم يجد الفرنسيون سبيلًا سوى الرضوخ لمطالب إعادة الملك محمد الخامس إلى بلاده، والابتعاد عن فكرة إزاحته من العرش، وعاد بالفعل إلى الوطن في نوفمبر 1955.