السياسية
عشق الرمال

بعد جولات منهاست اﻷربعة وفيينا، يترقب المغرب التقرير الجديد للأمم المتحدة حول الصحراء الذي صراحة لا نتوقع منه سوى مجموعة إملاءات جوفاء فارغة المحتوى هرمنا ولازلنا نسمعها، أهدافها سياسية تستهدف النيل من وحدتنا الترابية و نسيجنا اﻹجتماعي الذي مافتئ المشوشون اﻹنفصاليون يعبثون به لغايات ضيقة تخدم مصالح أعدائنا الذين يسخرون آليات نظامهم السياسية، الاقتصادية و اﻹعلامية لما فيه شر لنا، فكرم اﻷعداء جاوز حد اللباقة فأصبحوا بذلك طرفا فاعلا يحدد مصير جزء غال من بلدنا تحت لواء مجموعة من الشعارات الرنانة التي تروج لها اﻷمم المتحدة التي لاطائل منها سوى تكريس مخططات و أهداف اللوبيات و القوى الكبرى على اﻷرض تحت مسمى “الدين الجديد” حقوق اﻹنسان أو الديمقراطية.
فالمواجهة هي السبيل اﻷوحد، وخطاب صاحب الجلالة واضح في طرحه لموضوع الصحراء بحيث لايمكن الصمت على ما يحاك ضدنا و اﻹكتفاء بالدفاع، و قضيتنا عادلة منذ نشأتها، وحروب الصحراء مرورا بمشروع اﻹستفتاء وصولا إلى نظام الحكم الذاتي وهو الواقعي في طرحه بحيث باركت محتواه و دعمته جل الدول المؤثرة في مجلس اﻷمن رغم مؤاخذتنا لها فهي لا تعترف بمغربية الصحراء.
فكل دول العالم ترى في صحرائنا منطقة نزاع لاسيادة ﻷحد عليها لذلك فهي تسمح لبرلماناتها و منظماتها المدنية – حكومية كانت أو مدنية – بجمع الصدقات و التبرعات للاجئين المكرهين في تندوف.
فلنكن أكثر واقعية و جرأة كذلك، فمن إسبانيا وصولا إلى أقصى اسكندنافية و عبر البحار و المحيطات كذلك، نشهد تكاثف مجموعات متنوعة من الجمعيات المدنية و الخيرية أيضا تمد جسور المساعدة للدولة الوهمية و مرتزقيها و حتى لانقسو كثيرا على ﻻجئيها كذلك. فدعمهم غير محدود يتجاوز السياسي و الحقوقي ليتفرع ويصبح مادي و حتى إعلامي.
بالمقابل نلمس فتورا ملحوظا ﻷحزابنا المنشغلة بقضايا مهمة لكن تبقى جانبية بالمقارنة مع مصير وحدتنا الترابية.
فتقاعس كل مكونات هذا الوطن لا ينحصر في الدفاع عن أولوية قضايانا بل في الهجوم فهو خير وسيلة للدفاع
فلنكن أشد حزما ودورنا كشعب و أمام التاريخ غير فعال،والمؤسسة الملكية و الشعب معنيان كلاهما، فهما متكاملي اﻷدوار في إخراج ملفنا هذا من نفق النفاق السياسي الدولي، متمركزين في جبهة واحدة خلف ملكنا فشجاعتنا نابعة من صموده و إصراره، لنبسط نفوذ مغربنا الفعلي و ليس اﻹفتراضي حتى لكويرة. فصحراؤنا مغربنا و مغربنا في صحراءه ولاء قبائلها لملكها شاء من شاء و أبى من أبى، إن ذهبت خسرنا عمقنا اﻹستراتيجي
للأمانة فقط، شكرا لكل من دافع ولازال يدافع، و كل من صمد و لازال يفعل، كسفيرة المغرب بليما بجمهورية البيرو السيدة أمانة عواد لحرش اللتي خاضت و تخوض صراعا بلا هوادة ضد أبطال من وهم، تتصدى فيها ﻵلة إعلامية ممنهجة و شرسة أقطابها سياسيون و صحفيون ممولون بدولارات الجيران.
فرغم بعدك عنا سيدتي؛ فإننا عين على الحدث، وشكرا لمعاليك.
رضا لمداحي