اسس الفيلسوف الوجودي المصري عبد الرحمان بدوي المتأثر بمارتن هيدجر الفلسفة الوجودية العربية .وقد تميز بنبوغه في الدرس الفلسفي كما اهتم بالفلسفة اليونانية القديمة والاوربية الغربية والفلسفة العربية الاسلامية تأليفا وترجمة وتحقيقا .وقد اشار في كتابه ( سيرة حياة ) الى تشربه الفلسفة الوجودية الفرنسية على غرار سارتر قائلا ( بالمصادفة اتينا الى هذا العالم وبالمصادفة سنغادره ) . اشتغل بدوي على مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية اطروحته في نيل الماجستير التي اشرف عليها اندريه لا لوند . ترجم لنيتشه وتأثر بالفكر النازي ودافع عن حكومة الرايخ الثالت الالماني . انتمى في بداياته السياسية الى حركة مصر الفتاة ولكن بطش السلطات ضد هذه الحركة والملاحقات البوليسية دفعا بفيلسوفنا الى الابتعاد عن السياسة نهائيا والتفرغ للبحت العلمي . تمحورت كل كتابات بدوي حول الزمان الوجودي متأثرا في ذلك بهوسرل مؤسس مذهب الظاهريات . فقد بث فيه هذا الاخير النزعة العقلية والنظرة الصوفية للكون . دافع عن الاسلام ايضا في كتابه ( دفاعا عن القرآن ضد منتقديه ) ودافع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كتابه ( دفاعا عن محمد ضد المنتقصين من قدره ) . فقد تحول عبد الرحمان بدوي من نزعته النقدية وتأثره بالفلسفات الغربية الى الخيار الاسلامي الصوفي . من اهم اصداراته ( ربيع الفكر اليوناني ، خريف الفكر اليوناني ، فلسفة العصور الوسطى ، المثالية الالمانية …) لقد سبح بدوي في فضاءات العلم والفلسفة باحتا ومفكرا حقيقة هو شخصية فلسفية قلقة لا تموت .
بقلم الناقد الادبي والسينمائي ناصر الحرشي .
