اخبار عاجلة
صحوة الضمير و التحول في الوعي الاجتماعي في رواية( البعث) للكاتب الروسي ليوتولستوي
![](https://www.alhayatalane.press.ma/wp-content/uploads/2023/01/IMG-20230105-WA0030-780x405.jpg)
كانت رواية ( البعث) للكاتب الروسي ليوتولستوي آخر رواية نشرت له في حياته سنة1899 . و تنقل هذه الرواية صورة عن التحولات الاجتماعية و الارهاصات الأولى للتغيير و الثورة على النظام القديم في روسيا القيصرية . يحكي تولستوي في هذه الرواية قصة الامير و النبيل ديمتري ايفان نيكليندوف و هو شاب متوسط العمر ثري من طبقة النبلاء يحمل وعيا نقيضا لوعي طبقته الاجتماعية حيث قام بتوزيع كل ما ورث عن امه الكونتيسة على المزارعين الفقراء ؛ لكن انضمامه إلى سلك الحرس الامبراطوري و وولوجه الحياة العسكرية قلبته رأسا على عقب و تحول إلى حياة العربدة و نسي أفكاره القديمة و كل المثل التي امن بها عندما كان شابا ورعا يسعى إلى مساعدة الآخرين . اغوى فتاة قروية فقيرة تدعى( ماسلوفا ) مما أدى إلى انحرافها و سلوكها طريق البغاء الذي أدى بها الى السجن و تورطها في جريمة لم تقترفها . لكن مالبثت ان جرفت صحوة الضمير اميرنا فحاول بكل ما يملك لينقذ هذه الفتاة و يخرجها من السجن مقررا الزواج منها ثم العودة من جديد إلى اعتناق قضية الفقراء . ربما قدم صاحب ( الحرب و السلام ) ليوتولستوي فصلا من فصول حياته الماضية كامير و نبيل قرر التوبة و تغيير مسار حياته قبل وفاته بعد ان قلب معطف نبالته و اختار حياة الزهد و التصوف و الدفاع عن الفقراء كفرسان الهيكل خدام السيدة البتول و فضل ان يعيش كفلاح بسيط بعد ان وزع أملاكه على اقنانه بعد تحريرهم من العبودية . لقد بعث يسوع من جديد كما كان يردد بطله الامير نيكليندوف مستعيرا ما جاء في العهد الجديد ( الانجيل) ( الان قد حررت عبدك) . أليس ما قام به ليوتولستوي و بطله الثائر على الملكية الفردية هو ما دعى اليه يوما الفيلسوف الاشتراكي ( برودون) ( الملكية سرقة) .
بقلم ناصر الحرشي ناقد ادبي و سنيمائي