اخبار عاجلة
رواية (غرف متهاوية) للكاتبة الكويتية فاطمة العلي نجمة عشيقة القمر تتسلل من خيباتها
حققت رواية غرف متهاوية للروائية الكويتية فاطمة العلي قيمتها من خلال قدرة الكاتبة على انتاج منظومة من التفاعلات تمكنها من ابداع الممكن من اللاممكن و المتحرك من الثابت و ذلك عبر إقامة التوافق بين النظام و اللانظام و المراوحة بين سلطة المعيار الفني و سطوة المعرفي .و هو ما منح نصها الروائي المنسوب الضروري للنجاح . اختارت الكاتبة عنوانا شعريا بامتياز ‘فالغرف المتهاوية يمكن ان تكون تداعيا قيميا او اخلاقيا `يمكن ان تكون الاسر ؛او الدول أو المؤسسات . و في توظيف دال فالغرف المتهاوية هي العلاقات التي تجمع بين قاطنيها بماهي علاقات مأزومة يعتريها شرخ اي علاقات أسرية متهاوية بين نجمة البطلة الرئيسية و اختها ارشيدان ؛ بين ارشيدان و الاب حول الميراث ؛ بين نجمة و زوجها سالم بعد واقعة الخيانة . او هي مؤسسات سياسية متهاوية بعد ربيع عربي أسقط الأنظمة الهشة و كشف عن وجود دويلات من ورق كما يدل على ذلك الداخل النصي عبر احالاته الدلالية. تنطلق الرواية من حدث بسيط هو مجيء ارشيدان الاخت الصغرى لنجمة من تركيا لتطالب بحقها في الميراث من اب ثري و مريض و معارضة نجمة لذلك مراعاة للاخلاق و الحالة الصحية المتدهورة للاب . سيتحول العجز عن تحقيق ذلك الى حرب قذرة تخوضها الاخت الصغرى العاقة موظفة فيها كل مكر ووقاحة ضد ابيها و اختها الكبرى الكاتبة و المبدعة و المثقفة الكبيرة تصل الى حد رفع الدعوى القضائية و اغواء زوج اختها بهدف تدمير علاقاتها الزوجية. و قد ابرزت الرواية العلاقة الروحية بين نجمة الكاتبة المرهفة و الناجحة ابداعيا رغم النكبات و النكسات و القمر. فقد كانت نجمة تحب القمر ؛تناجيه و يناجيها كانا يجتمعان في موعد ثابت كل شهر ؛ يرسل اليها أنواره و همساته . و لا يخفى على القارئ ان العلاقة مع القمر تعد من أهم القرائن الدالة على النزوع الرومانسي للبطلة نجمة و انتصارها في اخر الرواية على خيباتها بسمتها الجميل في زمن اللؤم العميم و على كل من يمثلون الخط النفعي المكيافلي في اقبح صوره ( صديقتها نوال و اختها ارشيدان) .
حفلت الرواية بالتصورات الفكرية اتجاه الراهن السياسي العربي منتقدة الوعي المزيف منافحة عن الحوار الحضاري و منطق الاختلاف و العلاقة مع الآخر. كما كشفت النقاب عن معاناة المرأة العربية المثقفة مع الهيمنة الذكورية و سلطة المجتمع البطريقي ( هشام شرابي) و ان الكتابة النسائية هي انتصار لبنات حواء و تمرد على السائد. بقلم ناصر الحرشي ناقد ادبي و سينمائي