رواية ( احدب نوتردام) للكاتب الفرنسي فيكتور هوغ
صرخات حب مؤجل ،محاكم تفتيش نبلاء، غجر و صعاليك
بعد روايته العمدة ( البؤساء) يعيد الكاتب الفرنسي فيكتور هيجو من خلال سرديته ( احدب نوتردام احياء العصور الوسطى ، عصور محاكم التفتيش ببشاعة و وحشية كهنتها ، بملوكها و فرسانها و كذا نبلائها و صعاليكها و غجرها. و يقيم الكاتب نصبا ادبيا متينا بقدر النصب الحجري الذي الهمه . تحت الصورة المظللة السوداء و الهائلة للكاتدرائية تدور احداث هذه الرواية حيث تتعارض الرغبة مع القيم و القناعات الدينية فيلتقي و يتوحد المدنس بالمقدس و ينقلب الجمال الى لعنة حيث ترقص الغجرية الفاتنة اسميرالدا في الساحة العامة فتوقع الجميع في فتنهتا و دون ان تعي توقد الشرارة التي تجلب معها كل الحرائق . في ملحمة من عمق التاريخ ملحمة ( احدب نوتردام) يتواجه الخير و الفضيلة المجسدان في كازيمودو اللقيط و البشع و الاصم و المشوه و الذي يكرهه الجميع و الشر الكامن في قلب الكاهن كلود فرولو رجل الدين و القائد الروحي لمحاكم التفتيش و القاتل في جنح الظلام و المهندس لانشوطة الإعدام التي تدلى في حبلها جسد اسميرالدا الغجرية البريئة . تناقض صارخ بين الجمال و القبح ، النور و الظلام ، بين حقائق الاشياء و صورها ، الحب و الكراهية ، بين الملائكة و الشياطين . ذهبت اسميرالدا ضحية لعنة الشهوة المتمثلة في روح فرولو الشريرة و فارقت رفيقتها و توأم روحها العنزة جالي . لماذا باع الفيلسوف المفلس روحه للشيطان فرولو ؟ رواية تستحق القراءة لان فيكتور هيجو حاكم فيها فترة تاريخية مظلمة من تاريخ اوروبا حيث كانت المجابهة بين العقل و الميثولوجيات القاتلة بين الانسان و جهاز الدولة الفيودالي الكهنوتي . بقلم ناصر الحرشي ناقد ادبي و سينمائي
