قضايا المجتمع
رسالة مكفوف: خطاب من المكفوفين إلى رواد شبكات التواصل الاجتماعي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي امتحن صبرنا بفقد العيون ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين.
إن التقنية الحديثة قد استفحلت وغزت العالم بأسره ، فنرى مختلف الفئات قد دخلوا عالم التواصل الاجتماعي بجميع برامجه ، وخاصة نحن المكفوفين ، فقد ساعدتنا التقنية على نشر أفكارنا والتواصل مع العالم الخارجي بشكلٍ فعال ، ولأن هذه الأنظمة صناعة بشرية تتخللها قصوراً طبيعية فإننا نعاني من مشكلة الصور المُسْتَقبَلة ، فبرامجنا التي تحول المكتوب إلى مسموع عاجزة عن التعرف على الصور ، ببساطة لأنها غير مكتوبة ، وقد استجابت شبكات التواصل بأغلب برامجها فأضافت حقلاً كتابياً يمكن للمستخدم أن يصف الصورة وصفة مكتوبة حتى يشرك ذوي الإعاقة البصرية في معرفة ما يدور من حوله ، وما كتابة خطابي هذا الذي أرجو وصوله إلى أكبر شريحة من المجتمع إلا نابع من معاناةٍ نعانيها نحن المكفوفين مع المستخدمين الآخرين ، فبالرغم من وجود هذه التقنية إلا أننا لا نرى إلا قليل من يستخدمها ، فنتصفح الوتساب أو تويتر أو الفيسبوك أو حتى الإنستغرام والسنابشات ، فنضيع بين الصور غير الموصوفة ، لذا نناشدكم ، نناشد كل شخص يرسل صورة أو يلتقطها أن يضع وصفاً ولو كان مختصراً من كلمتين أو ثلاث حتى نفهم مغزاها على الأقل ، وليس كما يقولون نكون كالأطرش في الزفة ، فيا رواد التواصل الاجتماعي نقدر لكم جهودكم ونحب أن نشارككم أفراحكم وأحزانكم ولكن ساعدونا ، فنحن لا نطلب المستحيل ، إنما وصف للصورة بسيط.
هذا وأرجو أن تكون الرسالة قد وصلت ، والكلمات قد بُسِّطَتْ ونحن كلنا أمل بأن تتعاونوا معنا لنشر هذه الثقافة والاستفادة منها بحكم أننا نعاني من إعاقة بصرية.
تحياتي الخالصة.
عبدالخالق الإدريسي.
صحفي مكفوف.