اخبار عاجلة
رحيل طائر الحوم … اسماعيل فتاح الترك و الذكرى المشتعلة لصانع الجمال و السرور الصعب.

رحيل مزعج للفنان التشكيلي العراقي اسماعيل فتاح الترك ، فبرحيله سقط صرح اخر من صروح الفن التشكيلي و النحت في أرض بابل . فقد كان قدرنا ان يتهاوى صانعوا الجمال و السرور الصعب واحدا تلو الاخر . هي الحروب اذن و الكوارث و المنافي تحرق أخضر المبدعين و تعطب اجسادهم و توقف نبض قلوبهم . هل صار عمر القسوة و الحزن و الخيبات أطول من عمر الفرح و التسامح و الحب؟ هكذا كان يردد الراحل دائما . غادر اسماعيل فتاح الترك و هو لا يزال في عنفوان عطائه كما غادر مسقط رأسه بعد انقلاب فبراير الدموي بالعراق صوب المانيا مدونات اول ورقة من أوراق فصول منفاه الطويل . فهو لم يتوقف عن الرسم و النحت حتى النهاية . كان رساما بارعا و نحاتا ابرع . تميز برؤية انسانية عبر عنها بأسلوب فني ينم عن ادراك و معرفة بالتراث الفني العالمي قديمه و حديثه بدءا بحضارة بلاد الرافدين . كان اسماعيل طاقة متفجرة يقضي سحابة نهاره في مشغل النحت و الرسم الخاص به بعد ساعات التدريس الصباحية في اكاديمية الفنون في روما. و لعل اهم التجارب الفنية ايا كان مصدرها الثقافي هي التي ميزت تجربة الترك . ترك الراحل على أرض العراق أثرا لا تستطيع أشد جيوش الارض همجية ان تمحوه. رحل نحات العراق باعثا شمس راع و روح بابل و اشور و هو يحمل رمح سنحاريب المجلل باسطورة الخلق والامجاد.
بقلم ناصر الحرشي جريدة الحياة الآن