اخبار عاجلة

جنون البشر…إلى متى؟

لا حديث اليوم إﻻ عن مخاض دول الربيع العربي،فالملاحظ أن مفهوم الثورة الخاطئ لدى الثوار أثار الكثير من التحفظات،
فمع توالي اﻷحداث ظهر جليا أن الثورة لم تكن سوى إحتقان مجتمعي تم التعبير عنه بممارسات دخيلة على مجتمعاتنا، كان أبرزها و أقواها اﻹعتصامات، ففي مصر،تونس واليمن مثلا، كان الاعتصام سيد الموقف بخلاف ليبيا و سوريا الذي مافتئ أن تحول إلى حرب نهايتها التقسيم دون اﻹفتراض جدلا أن للمؤامرة دورا فاعلا محركها التنظيم العالمي للإخوان المسلمين.

مصر أم الدنيا…سقوطها تداعياته ينعكس علينا نحن، كلنا من طنجة الى جاكارتا فهذا المحور اﻷفقي مجالنا الحيوي و اﻹستراتيجي ليس ﻷننا عروبيين و لا شعبويين فما يقع فيها جدير بالمتابعة و إسقاطاته تنعكس مباشرة على محيطها.
فالكل مهدد من الخليج الى المحيط، تباينت المصالح، و ظهرت بذلك إنتهازية كل القوى اﻹقليمية كما الدولية، فزاد إستغلال الشباب من كل التيارات: دينية و علمانية ،و هو الطامح لجرعات إضافية من الحرية و الديموقراطية .فأقصيت عن قصد طبقة مؤثرة روادها المفكرون و المثقفون، فتداخلت مطامع كل القوى و ما فتئت المنطقة أن أصبحت ميدانا ترتع فيه كل المخابرات الدولية و شبكات الجواسيس و العملاء متخفين وراء مكاتب دراسات أجنبية و منظمات حقوقية غربية أو معاهد تكوين كفاءات و قيادات.

أما النهاية…..ففي إعتقاد أكثر المتفائلين حسا تكمن في تعديل الدساتير أو باﻷحرى تغييرها جذرياً، لكن يبقى ترقيعيا في أحسن اﻷحوال، فاﻹشكالية بعيدة عن فقهاء الدساتير و عتاة القانونيين،إذ هي صراعات نخبوية نفعية كنهها تصفية لحسابات بين أنظمة نسجت خيوطها في غفلة منا، لتكون السياسة لعبة لا نحسنها بل نستهلكها، جعلت من الحساسيات و الحزازات القديمة عنوان صراع تخوضه قيادات جماعات إديولوجية تتقاطع و أجندات دول ذات مصالح مبهمة ودوافع غير منطقية،فنجد ثوراتنا ليست ككل الثورات و شبابنا تائه بدون قيادات، منقسم بين مجموعة من التيارات، موجه وهو الذي كان من المفروض أن يكون هو الموجه.

سقط القناع… فخيوط اللعبة تتكشف يوما بعد يوم، فدور اﻹعلام بارز في نسج أكفان العديد من اﻷبرياء، ناهيك عن أدوار البطولة لمجموعة من دول الجوار وعلى رأسهم دولة الجزيرة و حكام اﻷناضول الذين مافتئوا أن أصبحوا تجار دم ووقود فتنة لا يعلم نهايتها إﻻ الله. فمع توالي اﻹضطرابات يبقى وضع الربيع أو الخريف كما يحلو للبعض تصوره غير قابل للحلحلة سوى في شكل مفاوضات كجنيف1 أو جنيف 2 أو ربما 3. فالصراع التفاوضي يبقى أساسه مذهبي، طائفي في جوهره .
إنها فعلا الفوضى الخلاقة، خلاقة لما فيه طالح شعوبنا، تمزيق لمجالنا الحيوي و تأسيس لعداواة جديدة تنسينا عدونا اﻷزلي.
رضا لمداحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق