الشرق الاوسط
اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

افتتح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس لجنة الأمم المتحدة لحقوق الشعب الفلسطيني، السفير السنغالي فودية سيك، والسفير الفلسطيني رياض منصور، وبحضور عدد كبير من السفراء العرب والأجانب، الساعة السادسة من مساء اليوم بتوقيت نيويورك، معرضا لصور مئة شخصية فلسطينية بارزة تحت عنوان «الشعب الفلسطيني جذور خالدة وآفاق لا متناهية».
ويتضمن المعرض صورا للكثير من الشخصيات الفلسطيينية، رجالا ونساء، في المئة سنة الماضية، أي منذ وعد بلفور إلى اليوم في كافة مجالات الإبداع كالشعر والرواية والموسيقى والفلسفة والرسم والرسوم الكاريكاتيرية والسينما والتمثيل وغير ذلك الكثير.
وتتصدر المعرض صورة كبيرة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وهو يخاطب الجمعية العامة عام 1974 صارخا «لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي». ثم يلي ذلك في الجدار الأول من المعرض صورة للشاعر محمود درويش، يلي ذلك لوحة تحمل صورتين للكاتبين الشهيرين إدوارد سعيد ورشيد الخالدي.
كما يضم المعرض صورا للروائية سحر خليفة ورسام الكاريكاتير المشهور ناجي العلي، وكبار رجال الأعمال والمصرفيين والصناعيين، مثل الملياردير الفلسطيني فاروق الشامي. كما يضم العديد من الرسامين مثل سليمان منصور والممثلين والسينمائيين ومصممي الملابس مثل جمال طسلق وعارضة الأزياء الشهيرة جيجي حديد. وفي مجال الموسيقى والغناء هناك صور للموسيقار الشهير سيمون شاهين والثلاثي جبران ونجوم «أرب أيدول» في الغناء محمد عساف ويعقوب شاهين وأمير دندن، بالإضافة إلى فرانك سيناترا الفلسطيني عمر كمال.
وحول المعرض ورمزية يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني أدلى السفير الفلسطيني رياض منصور بتصريح خاص بـ «القدس العربي» جاء فيه: «يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني هذه السنة استثنائي بكل المقاييس نظرا لمرور 100 عام على وعد بلفور المشؤوم و70عاما على قرار التقسيم الذي ترافق مع النكبة الفلسطينية، وكذلك مرور 50 عاما على عدوان عام 1967 واحتلال الأرض الفلسطنية بما في ذلك القدس الشرقية. ما نريده من المجتمع الدولي في هذه المناسبة هو أن يتحول هذا التضامن الذي نثمنه عاليا إلى إرادة سياسية فاعلة تجبر إسرائيل على تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصِلة والتي تؤدي لإنهاء الاحتلال وإنجاز كافة الحقوق الوطنية الفلسطينية بما فيها قيام الدولة الفلسطينية المستقلة المترابطة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وحق العودة للاجئين الذين شردوا من ديارهم بغير حق».
وحول المعرض الفلسطيني تابع السفير منصور قائلا: «إن هذه العينة الصغيرة من الشخصيات الفلسطينية المميزة والمبدعة في كافة المجالات، رجالا ونساء، تثبت أصالة هذا الشعب العريق وتعدد مواهبه وقدراته وإمكانياته ونجاحاته في كافة المجالات من فن وعلم وفلسفة وموسيقى وأعمال تجارية وتصميم أزياء ورسم وشعر ورواية وغناء وغير ذلك الكثير. إن هذه العينة إنما هي باقة صغيرة فقط من آلاف المبدعين والناجحين والمهنيين الذين ينتشرون في كافة أرجاء المعمورة وينتظرون اليوم الذي تقام فيه دولتهم المستقلة المتخلصة من براثن الاحتلال ليسهموا في بناء دولة الإبداع والمواهب والرخاء والسلام وذلك اليوم ليس ببعيد».
وستعقد لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف جلسة تضامن صباحية في المقر الدائم تعبر فيها الدول والمجموعات الجغرافية عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وخاصة في الدعوة إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وسيتلو السفير الفلسطيني رياض منصور في الجلسة رسالة من الرئيس محمود عباس حصلت «القدس العربي» على نسخة مبكرة منها، يشكر فيها الدول على تضامنها ووقوفها إلى جانب الحق الفلسطيني ضد لاحتلال الذي تجاوز الخمسين سنة. ويقول في رسالته المفصلة حول معاناة الشعب الفلسطيني ومطالبه المشروعة والمستندة إلى القانون الدولي:
لقد مضى أربعة وعشرون عاماً على توقيع اتفاق أوسلو الذي كان من المفروض أن يفضي بعد خمس سنوات إلى إقامة دولة فلسطين المستقلة، وحل قضايا الوضع الدائم، وقد قمنا من طرفنا بالاعتراف بإسرائيل على حدود عام 1967، وهي لا تزال ترفض الاعتراف بتلك الحدود، بل وإنها لا تزال مستمرة في إقامة مستوطناتها الاستعمارية الاحتلالية على أرض دولتنا المحتلة، وفي انتهاك واضح وصريح للمواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة بفلسطين وللقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وتتنكر لحل الدولتين، وتعمل دون كلل أو ملل على تقويضه، وتنتهج سياسة المماطلة والتسويف، وخلق الذرائع للتهرب من إنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين.
وأضاف عباس: «لقد حان الوقت لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لأرض دولة فلسطين، الذي هو وصمة عار في جبين إسرائيل والمجتمع الدولي، وفي جبين من يناصرونه، وهو عدوان غاشم على الحرية، وحرية شعبنا وحقوقه، ولا يمكن مواصلة سياسة الكيل بمكيالين والتعاطي بمعايير مزدوجة».
وأكد الرئيس الفلسطيني على أن الأمم المتحدة، خاصة مجلس الأمن، تقع على عاتقها المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية والإنسانية لإنهاء الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حريته، والعيش في دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967. وقال: «ولا يخفى عليكم، أيها الأصدقاء، أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين سيسهم بشكل فاعل في محاربة ظاهرة الإرهاب المتفشية في منطقتنا والعالم، وسينزع من التنظيمات الإرهابية الذرائع والمبررات التي تستخدمها لبث أفكارها الظلامية، مؤكدين مجدداً بإننا ضد الإرهاب في منطقتنا والعالم أياً كان شكله ومصدره، ونتعاون مع المجتمع الدولي في مكافحته من أجل اجتثاثه».
وانتقد الرئيس عباس موقف الحكومة البريطانية على قيامها بالاحتفال بوعد بلفور: «إننا نستهجن ونستنكر احتفاء الحكومة البريطانية بمرور مئة عام على وعد بلفور الظالم والمشؤوم الصادر ممن لا يملك إلى من لاحق له، بدلاً من أن تقوم بتصحيح الخطأ اللا أخلاقي واللا إنساني وغير القانوني الذي ارتكب بحق شعبنا ووطنا فلسطين بل ونطالبها بالاعتذار للشعب الفلسطيني، وتعويضة، والاعتراف بدولة فلسطين.
ولخص في نهاية رسالته مطالب الشعب الفلسطيني بهذه المناسبة قائلا إننا من جديد، نطالب الأمم المتحدة بالعمل الحثيث والجاد لإنهاء الاحتلال، الإسرائيلي لدولة فلسطين، ووقف النشاطات الاستيطانية، الاستعمارية على أرض دولتنا، وتوفير الحماية الدولية لأرض وشعب دولة فلسطين، وإلزام إسرائيل بالإقرار بحدود عام 1967، كأساس لحل الدولتين، وترسيم الحدود على أساس قرارات الشرعية الدولية، كما ونطالب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي اعترفت بإسرائيل أن تعلن بأن اعترافها تم على أساس حدود عام 1967، وأدعو الدول كافة لإنهاء كل أشكال التعامل المباشر وغير المباشر مع منظومة الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي غير القانوني على أرض دولة فلسطين، كما ونحث الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين على الاعتراف بها حتى لا تغيب معايير المساواة والعدالة، ومن جهة أخرى فإننا نتوقع من مجلس الأمن الموافقة على طلبنا بقبول فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
امين قمري