ثقافة و فنون

الواقع و الاكراهات في الفن ما بين سطور النهضة الفنية في المغرب والعالم العربي.

قد تقرأ ازدهار الفن و انتشار دور العرض و النقاد لكن إن كنت ممن يزور هذه المتاحف بكل أنواعها فقد تكتشف عزوف الطبقة الصغيرة و المتوسطة في ولوجها أو الحضور حتى أمام أبوابها ذات كاشفات المعادن و الأبواب الضيقة التي تمنعك من الدخول بدون دعوة فالفن في المغرب أو في أغلب البلدان العربية يخص طبقة راقية تكتفي فقط باقتناء اللوحات و القطع الفنية للتميز و التفرد اما بعض المعارض في الدار البيضاء فتنظم السهرات الغنائية لا لشيء سوى للترف و البدخ و لغياب الفنانين الوطنين الشباب في برامجهم ويكتفون بتقديم نفس الفنانين المدعومين لديهم و قد نزعوا من الفن انسانيته وروحه في التجديد و التشبيب حيت أصبح فنانهم معروفا بينهم لاختلاف تفكيره وبراعة تقديمه لفنه لغويا فيكتر عليه الطلب ويكبر نجمه وينفخ الأعلام المسموع و المرئي في سيرته بتدخلاتهم في الاعلام حتى يكاد يكون حدت الساعة لديهم رغم تفاهة ما يقدم وغياب الدوق و الرؤيا الفنية في لوحاته فمثل هؤلاء ننتج و ندعم في بلداننا العربية و أصبح الفن تافها من منظور العامة أما الطبقة الضعيفة والفنانين المحليين فيعيشون شرخ أو هوة عميقة مع الطبقة الراقية في المجتمعات العربية رغم ان الأنشطة الفنية تعبر عن الحياة في المجتمع و الرقي الفكري و الأدبي فبلدنا الحبيب المغرب و وزارته المكلفة بالثقافة تبدل الغالي و النفيس للتعريف بالفنانين الا أنها تتحرك في سيرت طريق تفكير المعارض الفنية و وجدت نفسها في أزمة فكرية و ثقافية تجاهلتها ولم تتعامل معها بالجدية بخلق فرص للشباب للنهوض بالوعي البسيط و الأحساس عند الناشئة الصغيرة وكما يروق لي القول الحلوى مقابل التعلم فالتعليم أساس كل نهضة والدواء الفعال من اي انفصال للهوية الفنية و الفكرية و حتى العقائدية في المجتمعات و الأسرة العربية.

التعريف بالفن و الثقافة و الأدب المنتمي لهده الأوطان العربية يعاني من الغبار في رفوف المكتبات فأصبح كائنا فضائيا قادم أو دخيل عن الفهم الفني المحدود في ثقافة الشعوب العربية و بهذا النقد الذاتي للفن لا ينتقص من الشعوب العربية شيء وانما خلق من تجاهل تام للطبقة الفنية الوطنية المدعومة من السلطة فأصبحت الشعوب العربية تتجه نحو الطبقات الفنية الغربية أو الأجنبية المتواجدة في منصات التواصل الاجتماعي والمنتديات لتغدية نفسها من انسانيتها ومبادئها الفكرية فقد كونت هده الشعوب عمق فكري متصل بالحضارة و ذاكرة حسية ودوق بعيدين عن الاستبداد القومي العربي الفني وتنكرت لثقافة الأجداد و اللغة وتجاهلت المنتوج الداخلي الرديء ودون المستوى الدي يدور في حلقة دائرية من فنانين مضى عليهم الظهر و أكل فتنسلخ الشعوب من إنسانيتها وعقيدتها ويعطينا فكرة عن ما وصلت اليه الهوة بين السلطة بطبقتها الغنية و الشعوب بطبقتها الشعبوية أنه استنزاف حقيقي للقيم فالى أين المصير في هدا الواقع بدون حياة بدون ابداع وفن أنه الموت الحقيقي فالى متى ننتظر ربيعا عربيا فني ينفظ غبار الماضي الكسيح.

أنجار كريم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق