اخبار عاجلة
الكاتب و نوبات المس و الجنون

يبدو أن فعل الكتابة يصيب مرتكبيه بالجنون و أحيانا الفصامية و السوداوية و االنتحار أيضا. فقصص ستيفن كينج كاتب
الرعب االشهر تدور قصصه في عوالم مرعبة تقود أبطالنا نحو هاوية الجنون، فقصة النصف المظلم لنفس الكاتب يصاب
بطلها بانفصام في الشخصية و يخرج منه كاتب اخر يعيش بداخله يكتب قصة بذيئة )النافذة السرية( بطلها هو كذلك كاتب
فصامي ممسوس يعيش في عزلة بعد طالقه من زوجته يتخيل ان هناك شخصا يتهمه بسرقة قصصه كائن من ورق يغادر
سطور القصة و يتحول إلى شخصية واقعية تطارده و تهدده . في ) البريق( يصاب الكاتب جاك نيكلسون بالجنون ويظل
عدة أشهر ال يكتب سوى جملة واحدة يكررها آالف المرات على الورق. عميد النقد المزدوج بفرنسا لوي التوسير يرتكب
جريمة قتل في حق زوجته بعد إصابته بانهيار نفسي و ينتحر اخيرا . همنغواي، سيلفيا بالت ، فيرجنيا وولف ،
دسيرفانتس و ستيفن زفايغ كل هؤالء اصيبوا بلوثات الجنون و انتحروا بعد ان تركوا بصماتهم الخالدة . لماذا الكاتب
معرض للهزات النفسية دون غيره ؟ هل النه شخص شارد طوال الوقت ووشخصيته هشة و مرهفة ال تتحمل صدمات
الواقع؟ او الن أحالمه ال تتحقق و تصطدم بجدار المستحيل النه شخص حالم دائما ؟ فالكتاب يعيش في عوالم من صنعه
الخاص منقسم و ثنائي القطب . لقد ظللت لفترة طويلة منبهرا و مشغوال بصورة الكاتب و معاناته الداخلية . فكيف يكتب ؟
و ماهي طقوس الكتابة لديه؟ و ماهي الظروف التي تصنع ادبا جيدا ؟ و هل حقيقة ان األلم و القهر و مخاض الحياة
العسير و أحيانا السجن ينضج األدب؟ و لماذا الكاتب سريع العطب ،نزاع إلى الجنون و أحيانا يقرر الرحيل و االنتحار؟
بقلم ناصر الحرشي جريدة الحياة االن.