حوادث
القبض على محتال ينتحل صفة دركي .
ألقت عناصر أمنية بأكادير، القبض على متهما بالنصب والاحتيال على العديد من الضحايا عبر مختلف المدن، بعد ضبطه متلبسا بمحاولة النصب على ضحية، لكن لم يكن يعلم أنها المحاولة الأخيرة لأن فرقة أمنية كانت تترصد خطواته، علما أنه حل ببني ملال واحتال على طالبين يدرسان بكلية الآداب وأوهمهما بأنه عنصر من الدرك الملكي برتبة مساعد (أجودان) واستولى على أغراضهما بعدما استضافاه في بيتهما.
وقد ثم وضع المتهم تحت تدابير الحراسة النظرية بتنسيق مع النيابة العامة المختصة لإحالته على العدالة بعد استكمال إجراءات التحقيق واستدعاء الشهود للتعرف على هويته. ويتعلق الأمر بالمتهم الذي ادعى انتسابه للدرك الملكي برتبة مساعد، إذ جرى اعتقاله بأكادير عندما كان بصدد النصب على فتاة تعرف عليها، وأوهمها بأمور خيالية بهدف ابتزازها إسوة بضحايا آخرين سلب منهم أموالهم وأغراضهم، ثم اختفى عن الأنظار.
وقالت مصادر إعلامية، أن مصالح الدرك الملكي ببني ملال اتصلت بنظيرتها بمختلف المدن، لتعميم صورة المشتبه فيه على مختلف المصالح الأمنية سيما أنه أصبح مطلوبا للعدالة بعد ورود شكاية الطالبين الضحيتين اللذين سلبهما حاسوبهما وآلة تصوير فضلا عن أغراض أخرى ثم اختفى عن الأنظار. وأضافت مصادر متطابقة، أن المشتبه فيه الذي فر إلى أكادير معتقدا أنه تخلص من مطارديه، شرع في البحث كعادته عن ضحية جديدة ليضيفها إلى قائمة ضحاياه، وتعرف على فتاة موهما إياها بقدرته على تحقيق أمانيها، لكن انتابتها شكوك وأخبرت عناصر الشرطة التي بادرت إلى تكثيف تحرياتها، وتعرفت على هويته ثم نصبت له كمينا وضع حدا لهروبه.
وبعد مواجهته بمعطيات دقيقة، اعترف بالمنسوب إليه وانهار أمام المحققين الذين واجهوه بأدلة دامغة معترفا أنه نفذ العديد من عمليات النصب على الضحايا، وكان من بينهم طالبان يتحدران من بني ملال، وثقا به واستضافاه في منزلهما، لكنه سرق حاسوبهما وأموالهما بعدما تركاه في منزلهما ليرتاح، وزادت ثقتهما به لأنه كان يرتدي الزي الرسمي برتبة مساعد. وتعرف الدركي المفترض الذي كان يحتسي قهوته بمقهى، كان يشتغل بها أحد الطالبين في أوقات فراغه لتأمين مصاريف الدراسة، على ضحيته وربط معه علاقة صداقة امتدت أكثر من أسبوع، لم يسجل خلاله الضحية أي أمر مثير تجاه المتهم الذي أتقن دوره ما استدعى استضافته في بيته ليتعرف عليه صديقه الذي كان يقطن معه .
وقضى المتهم الموقوف يوما كاملا مع الطالبين اللذين بذلا كل ما في وسعهما لإرضائه رغم قلة ذات اليد، وتناول معهما وجبة عشاء وقضى الليل في ضيافتهما، وفي الصباح الموالي، تناول وجبة الفطور دون أن يشعرهما بأنه كان يضع اللمسات الأخيرة لخطته وينتظر ساعة الصفر لتنفيذها. خرج الطالب إلى عمله بالمقهى، بينما انصرف زميله إلى السوق ليقتني الخضر ليعد وجبة الغداء، لكن فوجئ بعد العودة إلى البيت باختفاء الدركي المزور وسرقة أغراضه الخاصة، منها حاسوب محمول ومكبر صوتي وآلة تصوير فضلا عن محفظة تضم وثائق شخصية وإدارية ومبلغا ماليا قدره 500 درهم، ليتم إخبار صديقه بالمصيبة التي حلت بهما قبل إشعار عناصر الشرطة التي أجرت تحرياتها في البيت كاملا وأصدرت بعدها مذكرة بحث وطنية في حق الضيف الثقيل الذي اختفى عن الأنظار.
امين قمري