اخبار عاجلة

الفيلم التونسي( عطر ربيعي) لمخرجه فريد بوغدير تونس قاب قوسين أو أدنى من هبوب العاصفة

يتمحور فيلم ( عطر ربيعي) المخرج التونسي فريد بوغدير حول الأوضاع الاجتماعية و السياسية في تونس عشية الثورة . و ذلك انطلاقا من قضية مركزية تتعلق بشاب ريفي ساذج و فقير يدعى زيزو هذا الاخير يترك قريته بحثا عن حياة أفضل في المدينة . يصل إلى العاصمة تونس و هناك يعمل في تركيب الصحون الهوائية على سطوح المنازل مما يتيح له الالتقاء لشخصيات و عائلات بمثابة مرأة المجتمع التونسي حيث تهيمن الدولة البوليسية التي تودع السجون كل من يخالفها الرأي. الفيلم انتقد العلاقات القائمة على الفساد و المحسوبية . كما تطالعنا في الفيلم كل الفئات و الشرائح الاجتماعية من بورجوازيين و فقراء ، يساريين و اسلاميين ، نساء حقوقيات و اخريات محجبات . و في هذا الجو العام لا يغيب الحب عن الشأن الاجتماعي و السياسي . فالبطل الهامشي زيزو و اثناء قيامه باصلاح عطل لاحد الصحون الهوائية في منزل احد الاثرياء بضواحي بوسعيد . سيتعرف زيزو بالصدفة على شابة جميلة تدعى عائشة و تعيش سجينة داخل هذا المنزل مع امرأة متسلطة تراقب تحركاتها و تحصي انفاسها دون معرفة منها . يراها البطل دائما حزينة و غير قادرة على الهروب ، فيقع في غرامها من اول نظرة و المنزل هو في ملك رجل من أصحاب النفوذ و السلطة و هو الذي يحتجز الشابة و يعمل في خدمته مجموعة من الرجال يتصرفون كعصابة منظمة . و في ظل هذا الجو المشوب بالقمع و الملاحقات للمناوئين لنظام بن علي ، يحاول زيزو تحرير حبيبته من قبضة هؤلاء لكنه يخفق فيحاول الفرار منهم ، يقفز فوق السطوح هاربا فيمزق في غفلة منه صورة الرئيس زين العابدين بن علي المعلقة على الجدار . و في ذلك دلالة رمزية على قرب نهاية نظامه و سقوطه الذي بات قاب قوسين أو أدنى و يظن المتظاهرون الذين كانوا مجتمعين انه مزقها عمدا فيحملونه على اكتافهم بوصفه بطلا و ثائرا حقيقيا معبرين عن اعجابهم بشجاعته . لشخصية هذا الشاب الصادق و البريء تحولت الى ايقونة من ايقونات الثورة التونسية و هبوب الربيع العربي الذي جرف معه كل رموز الاستبداد و الفساد ببلد بورقيبة . عن الثورات العربية و تأثيرها على السينما العربية بصورة عامة يقول فريد بوغدير لمجلة الدوحة ( من المؤكد ان الثورات العربية ساهمت في ولادة سينما عربية اكثر جرأة و حرية و ابانت عما تحت اللجة) . لقد عانى المخرج فريد بوغدير من ملاحقة النظام السابق له الذي حارب مشاريعه السينمائية .

بقلم ناصر الحرشي ناقد ادبي و سينمائي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق