ثقافة و فنون

الفحص الفكري.

يعتبر المؤرخون الغربيون المتعصبون أن الأفكار التي جاءت من الحضارات الشرقية عبارة عن أفكار أسطورية خرافية ينغلب عليها الطابع الديني و الأخلاقي، و أن الأفكار أسطورية و الأخلاقية مجرد حكم و مواعظ لا ترقى إلى درجة الفكر.

بهذا استطاع المؤرخ الغربي التفوق على باقي زملائه المؤرخين من الشعوب غير الاروبية بترسيخ فكرة نشأة الفلسفة مع اليونان بعدما انتقدوا تراثهم الشعري القديم دون تأثير من احد.

في حين ما قاموا به هو تنظيم تلك الأفكار المنقولة عن الشرق القديم في بناءات عقلية محكمة عبر اصطلاحات يونانية بما يعرف بالمذاهب الفلسفية .

بهذه البناءات العقلية المجردة نقلوا الفكر البشري نقلة نوعية جديد في ميراث العلم و الفلسفة، محررين العقل من الفكر الأسطوري.

لقد نسيت مجموعة من الأفكار الفلسفية إلى فلاسفة و اشتغلوا عليها و اشتهروا بها كأنهم مبدعيها .

و هنا و جب طرح التساؤل التالي:

كيف استطاع هؤلاء أن يتوصلوا إلى هذه الأفكار ؟ و من أين لهم بها؟ علما أنها تحمل دلالات ميتافيزيقية؟ في ظل جو عام ساد اعتبار الإنسان جزء من الطبيعة، و الإله حالة في الطبيعة؟

بما ان هناك فحص طبي، و فحص تقني، و افتحاص في جميع الحالات نتساءل الا يمكننا استعمال الفحص الفكري من خلال البحث عن جدور الكلمة ، متى؟ و اين قيلت؟

بوقفة تامل و تفكير عميق و تدبير للكلمات بطبقين نظرية ديكارت من الشك الى اليقين . مستعملين منهج الفلاسفة الطبيعيون للبحث عن القلة او المصدر الاول للكلمة او الفكرة للوقوف على اصلها و معرفة صاحبها.

هل تنتمي الى عالم الفكر الميتيوبي (الاسطوري) او لعالم فكر التوحيدي؟ خصوصا وان اغلب ما اشتغل به اليونانيون ظهر في مصر قبل 2700 ق.م

سعيد مسفاوي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق