اخبار عاجلة
الشيطان يتقمص فاوست في مسرحية ( فاوست) للكاتب الالماني ( جوته)
قدم الكاتب الألماني في مسرحيته (فاوست) شخصية الدكتور العجوز فاوست و قد تقدمت به السنون ليلتقي بالشيطان ( مافستو) و يعقد معه صفقة يتنازل بموجبها الدكتور التائه و الحائر عن روحه لهذا المارد اذا منحه لحظة رضى و سلام داخلي و قد شرع الشيطان في تحقيق امنيات هذا الشيخ المتصابي حيث اعاد له شبابه و جاب معه بلدانا و اصقاعا كثيرة و نهل الشاب الشيخ من ملذات الدنيا و نعيمها و قد تزوج فتاة شابة بعد الوقوع في غرامها تدعى غروتشن و لكن فاوست ما لبث أن خانها بدافع من الشيطان و كان سببا في موتها و عذاب ضميره . و هنا فالشيطان لم يفلح في جعل فاوست انسانا سعيدا بل اغرقه في دوامة من الشقاء و الألم الروحي و لم يعثر فاوست على سلامه الداخلي المنشود و لم يجد قضية يتعلق بها أو قناعة يؤمن بها و حثى عندما اعاد له الشيطان الحياة الى هيلين اليونانية ليتمع بها كل ذلك لم يزده الا ضنكا و كربا و اظلاما . و يكاد الشيطان يفقد الامل في كسب الرهان و الصفقة مع هذا العجوز التعيس و في النهاية يعود فاوست الى شيخوخته و ضعفه و عذاباته لكنه سيوجه اهتمامه الى مشروع استصلاح الاراضي و هو مشروع سيجلب خيرا وفيرا لاعداد لا تحصى من البشر و ما اشد دهشته و سعادته التي لم يحققها له الشيطان بعد ان جلب له كل متع و مفاخر الدنيا و استعاد بذلك فاوست روحه المعذبة من قبضة الشيطان و انتهت عذاباته اخيرا . الم يكن سقراط محقا حينما قال( لا تدرك السعادة الا بسلوك دروب الفضيلة)
بقلم ناصر الحرشي ناقد ادبي و سينمائي