اخبار عاجلة

الرقص كتعبير على الرفض لسوداوية الواقع في فيلم (البحر من ورائكم ) للمخرج المغربي هشام العسري 2014

لا زال المخرج المغربي هشام العسري مستمرا في تقليب مواجع الذات و المجتمع. ففي ظرف وجيز استطاع ان يراكم تجربة سينمائية ضخمة .اذ جعل من السينما وسيلة لإثارة بعض الامور ذات الحساسية البالغة . يوغل المخرج في فيلمه البحر من ورائكم عبر حكاية بسيطة تتمحور حول امتهان شاب ينتمي الى اسرة معوزة للرقص الشعبي متهم بالمثلية الجنسية يمارس بطريقة غير منتظمة الرقص بالاعراس و الحفلات الخاصة مرتديا لباسا نسويا و حاملا للاكسسورات المرتبطة به وواضعا لمكياج خاص و مثير شبقيا . بالموازاة لا يفرط هشام العسري في ايلاء الصوت مكانة خاصة فالفيلم ضاج بالمؤثرات الصوتية العاكسة لضجيج الحياة و عنفها و محشو باغاني الراب و الهيب هوب الحاملة لمعجم من الكلمات المشحونة بالرفض لسوداوية الواقع و المنحازة للهامش و العابقة بترنيمة المنبوذين . فالمعاناة النفسية باعراضها العنيفة بارزة في النص الفيلمي و الانطواء لكن ابواب الامل تظل مشرعة على المستقبل . فعنوان الفيلم البحر من ورائكم ذو إحالة تارخية فهو يذكرنا بخطبة طارق بن زياد احد ابطال الفتح الاسلامي للاندلس و هو يرمز الى ماض مجيد و جميل و مشرق في حياة المسلمين و الى حاضر الخيبة و المرارة و الهزيمة في حاضر شخصيات الفيلم معبرا عن ذلك بشكل جلي . مما جعل الفيلم قاسيا على الذين اعتادوا التستر خلف بعض الايديولوجيات الحاجبة للحقيقة . مقاربة جريئة و انفتاح على الفنون البصرية كالكاريكاتير و التشكيل و الغرافيتيا و الموسيقى و الغناء بالإضافة إلى التركيز على ثقافة الشارع لان الشارع هو المدونة المفتوحة والفضاء الاثير منه استوحى هشام العسري شخصياته و احداثه.

بقلم ناصر الحرشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق