اخبار عاجلة

البدالي صافي الدين ……الحكومة تراهن على الوقت الضائع لتنتصر على آفة الجفاف

في ميدان كرة القدم يراهن الفريق المهزوم على الوقت الضائع كي ينتصر في المباراة وهو أمر ليس بالهين على فريق مغلوب بحصة ثقيلة من الأهداف . ذلك شأن حكومة أخنوش ، حكومة الكفاءات، كما يسمونها . فهي لم تتحرك حتى جفت السدود و الوديان و جفت العيون و الآبار و تلاشت الأشجار بفعل الجفاف وأصبح الناس مهددون بالعطش في المدن وفي القرى و الدواوير و في المداشر. لقد ظلت هذه الحكومة كسابقاتها تراهن على الغيث و على المياه الجوفية لاستمرار الحياة.كما راهنت على نتائج المخطط الأخضر الذي استنزف ميزانية ضخمة ، 43 مليار درهم (حوالي 4.5 مليار دولار) من الدعم العمومي.
فسرعان ما عرفت السنة جفافا غير مسبوق و ارتفعت بفعله سعر الحبوب و أسعار بعض المواد الأساسية. و أصبح المغرب يواجه
أسوأ موجة جفاف منذ 30 عاما، حيث تراجع معدل التساقطات المطرية و ارتفعت حدة المطالبة بالمياه السقوية و الماء الصالح للشرب . امام هذا الوضع لجات الحكومة الى تدابير ترقيعية منها إصدار نشرات تدعو الى اغلاق المسابح و الإقلاع عن غسل السيارات و سقي الأشجار والمغروسات… .. وهي إجراءات لم تكن تساهم في الحل لأنها تفتقر الى تشخيص موضوعي لواقع الجفاف و ما آلت إليه أوضاع الفلاحين الصغار الذين اكتووا بسياسة المخطط الأخضر الذي جاءت نتائجه سلبية باعتراف المؤسسات الرسمية مثل للمندوبية السامية للتخطيط و المجلس الأعلى للحسابات عن حصيلة “المغرب الأخضر” وعن قدرته على تحقيق الأمن الغذائي لارتباط جزء كبير من أهدافه بالتساقطات المطرية. و لم يضع في الحسبان التدبير العقلاني للمياه الجوفية و السطحية ومياه السدود و لم يضع ضمن آليات التنفيذ عملية تخزين المياه الشتوية للحفاظ عليها في الشدة . كما كان يقوم به الفلاحون الصغار من قبل. إن الوضع أصبح يتطلب من الحكومة مراجعة سياستها لمواجهة خطر الجفاف الذي لم يعد معه الرهان على الوقت الضائع ، وذلك بتشخيص واقعي لما آلت إليه الأوضاع التي أصبحت تعيشها البلاد من مخاطر الجفاف من أجمل اتخاذ إجراءات عملية و علمية لها ارتباط بما تبقى من مخزون المياه منها طريقة تدبير الموارد المتعلقة بالماء الصالح للشرب مما تبقى من مياه السدود و بالفرشة المائية و أيضاً انقاد الأشجار المثمرة منها شجر الزيتون و إنقاذ الغابات. وذلك باعتماد سياسة تشاركية في إطار برنامج مندمج يراعي التوازن في توزيع المياه بين المناطق حسب معايير الاستهلاك لكل منطقة مع محاربة عملية التنقيب على الماء بشكل عشوائي و استنزاف ما تبقى من الفرشة المائية و مراقبة المسابح العمومية و الخصوصية دون تمييز و إشراك الفلاحين الصغار في عملية تدبير الأزمة ، و لا يجب الرهان على الوقت الضائع لإنقاذ الموقف.
البدالي صافي الدين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق