اخبار عاجلة
البدالي صافي الدين ……الحكومة تراهن على الوقت الضائع لتنتصر على آفة الجفاف
![](https://www.alhayatalane.press.ma/wp-content/uploads/2022/08/IMG-20220801-WA0016-780x405.jpg)
في ميدان كرة القدم يراهن الفريق المهزوم على الوقت الضائع كي ينتصر في المباراة وهو أمر ليس بالهين على فريق مغلوب بحصة ثقيلة من الأهداف . ذلك شأن حكومة أخنوش ، حكومة الكفاءات، كما يسمونها . فهي لم تتحرك حتى جفت السدود و الوديان و جفت العيون و الآبار و تلاشت الأشجار بفعل الجفاف وأصبح الناس مهددون بالعطش في المدن وفي القرى و الدواوير و في المداشر. لقد ظلت هذه الحكومة كسابقاتها تراهن على الغيث و على المياه الجوفية لاستمرار الحياة.كما راهنت على نتائج المخطط الأخضر الذي استنزف ميزانية ضخمة ، 43 مليار درهم (حوالي 4.5 مليار دولار) من الدعم العمومي.
فسرعان ما عرفت السنة جفافا غير مسبوق و ارتفعت بفعله سعر الحبوب و أسعار بعض المواد الأساسية. و أصبح المغرب يواجه
أسوأ موجة جفاف منذ 30 عاما، حيث تراجع معدل التساقطات المطرية و ارتفعت حدة المطالبة بالمياه السقوية و الماء الصالح للشرب . امام هذا الوضع لجات الحكومة الى تدابير ترقيعية منها إصدار نشرات تدعو الى اغلاق المسابح و الإقلاع عن غسل السيارات و سقي الأشجار والمغروسات… .. وهي إجراءات لم تكن تساهم في الحل لأنها تفتقر الى تشخيص موضوعي لواقع الجفاف و ما آلت إليه أوضاع الفلاحين الصغار الذين اكتووا بسياسة المخطط الأخضر الذي جاءت نتائجه سلبية باعتراف المؤسسات الرسمية مثل للمندوبية السامية للتخطيط و المجلس الأعلى للحسابات عن حصيلة “المغرب الأخضر” وعن قدرته على تحقيق الأمن الغذائي لارتباط جزء كبير من أهدافه بالتساقطات المطرية. و لم يضع في الحسبان التدبير العقلاني للمياه الجوفية و السطحية ومياه السدود و لم يضع ضمن آليات التنفيذ عملية تخزين المياه الشتوية للحفاظ عليها في الشدة . كما كان يقوم به الفلاحون الصغار من قبل. إن الوضع أصبح يتطلب من الحكومة مراجعة سياستها لمواجهة خطر الجفاف الذي لم يعد معه الرهان على الوقت الضائع ، وذلك بتشخيص واقعي لما آلت إليه الأوضاع التي أصبحت تعيشها البلاد من مخاطر الجفاف من أجمل اتخاذ إجراءات عملية و علمية لها ارتباط بما تبقى من مخزون المياه منها طريقة تدبير الموارد المتعلقة بالماء الصالح للشرب مما تبقى من مياه السدود و بالفرشة المائية و أيضاً انقاد الأشجار المثمرة منها شجر الزيتون و إنقاذ الغابات. وذلك باعتماد سياسة تشاركية في إطار برنامج مندمج يراعي التوازن في توزيع المياه بين المناطق حسب معايير الاستهلاك لكل منطقة مع محاربة عملية التنقيب على الماء بشكل عشوائي و استنزاف ما تبقى من الفرشة المائية و مراقبة المسابح العمومية و الخصوصية دون تمييز و إشراك الفلاحين الصغار في عملية تدبير الأزمة ، و لا يجب الرهان على الوقت الضائع لإنقاذ الموقف.
البدالي صافي الدين