أصبحت الانتلجنسيا العربية في الوقت الراهن تنفعل و لا تقود المجتمع. بل اضحت تعكس ترديا ملحوظا في ساحة الفعل السياسي و الثقافي. لكني اعتقد ان مهمتها الأساسية هي المهمة النابعة من جوهرها و تكوينها هي ان تكون الرائدة في إطلاق ثورة فكرية يتطلبها المجتمع العربي و التي ترمي إلى جعله مجتمعا علميا و انشاء مواطن ينظر إلى قضاياه نظرة قائمة على المعرفة محصن ضد كل الارثوذكسيات العقائدية و السياجات الدوغمائية المغلقة . ما احوجنا الى انتلجنسيا باعثة للفكر الصحيح فاعلة و مبدعة لا تعيش على الهامش . و حتى لا بفتح الطريق لثقافة الاحباط و الشعور بالعجز و حتى لا يتكرر سيناريو التطرف و الإرهاب خصوصا و ان العالم العربي يعيش حالة من التخلف بابعادها الاقتصادية و الاجتماعية. و لان أزمة المثقف العربي كامنة في البناء المعرفي ذاته و اذا ساهم في البناء الاجتماعي ستحل جوهريا أزمة التناقض بين الفكر و الواقع. فمن المسؤول عن اغتيال العقل ؟ و هل تمتلك الانتلجنسيا العربية الحل لبطالة العقل و عطالته؟
بقلم ناصر الحرشي جريدة الحياة الآن
