اخبار عاجلة
اسوار المجتمع المنيعة في رواية(وسمية تخرج من البحر)للكاتبة الكويتية ليلى العثمان
تصور رواية ليلى العثمان ( وسمية تخرج من البحر) اسوار المجتمع الشاهقة بجدرانها الطبقية المنيعة و قوانين المجتمع القهرية برفضها منظومة الحب بين الأغنياء و الفقراء ،حيث وسمية الشابة الثرية ابنة الأغنياء التي تحمل في قلبها حبا لعبد الله الشاب الفقير ابن مريوم الدلالة و هي تنتهز غياب صقور البيت لتقرر في لحظة عشق جارفة كسر الفوارق الطبقية بينها و بين حبيبها، تلاقيه سرا بعيدا عن عيون المجتمع و بصاصيه . تفر من خلف الاسوار العالية لتتحرر و تعانق حبها لكن صنمية المجتمع السلعي و قيوده تقف سدا منيعا في وجهيهما . و امام معارضة اهلها الزواج من عبد الله نظرا لاملاقه ، تنتحر و سمية و تلقي بنفسها في اليم و تبتلعها الامواج . و عبد الله يقف على الشاطئ عاجزا على الفعل يحمل بين جوانحه حبا مقهورا رفضته شريعة الاسياد . و في حواره مع الذات يتساءل عبد الله هل تخرج وسمية من البحر ؟ هل لا تزال سمكة تسبح و تعابث الامواج و الاشواق؟ و هل يأتي يوم تودع فيه قبرها و تخرج لتستعيد حبها ؟ و ان عادت هل ستعود له؟ هل تعود وسمية ابنة الحسب و النسب الى احضان علي بابا الفتى المسكين ابن مريوم الدلالة ؟ و هل تعود لحظة الانسجام التي لا تعير التفاتا الى المجتمع بوعيه الطبقي الزائف؟ و هل تسمو خفقة القلب فوق خنازير المال ؟ ان رواية( وسمية تخرج من البحر ) تجسد الانفصال بين الذات و المجتمع و فعل الدخول و الخروج من البحر كفعل تطهير( كاترسيس بالمفهوم الأرسطي) و انسلاخ عن عفن الماديات و انتصار لروحية الجسد و عاطفة الحب كما هي ملحمة سقوط الفرد الذي يهرب من الواقع دون مجابهته ليندحر و يغدو سيزيفا حقيقيا بكره و فره العبثي.
بقلم ناصر الحرشي ناقد ادبي و سينمائي.