اخبار عاجلة

الحريق العربي

أجرأ الكلام……ثلات سنوات و الفورة ما زالت تغمر دول الربيع العربي، بدأت نتائجها تظهر جليا مع توالي اﻷحداث بداية بالدستور التونسي الذي أثنى عليه الرئيس الفرنسي فقال فيه مالم يقله روميو في جولييت، مرورا بالمشروع التقسيمي الذي أعلن عنه منذ أيام في اليمن بمباركة رؤوس الحراك الوطني على رأسهم توكل كرمان صاحبة نوبل للسلام؛ فهذا لن يجرنا إﻻ لتساؤل واحد أوحد ولو انه مرير في صياغته عن دور للثوار والنشطاء و حلفائهم اﻷوروبيين و اﻷمريكيين في تكريس المشروع الصهيو-غربي بتقسيم المقسم وتجزيئ المجزأ.ألم يخطر ببالنا يوما أن لفصيل يعيش بيننا دور في إرساء قواعد اﻹنفصال. فسودان اﻹخوان كان أولها دون إغفال لدور مستتر لدول مهدت مند سنين لبسط منهاج فكر التحرر الشيطاني، و ترسيم حدود وهمية لدول مصطنعة أصلا منذ سايس-بيكو.

فيمن سعيد بست محافظات أو فدراليات ولما لا دويلات جادت به قريحة المفاوضين لعل فيه الحل و العقد.فمن غير الممكن للقائمين على الدولة الحسم في مصيرها فالقائم عليهم مؤقت كجميع رؤساء دول الربيع. فليس من الصدفة تقسيم دولة تجاور المملكة فتداعياتها الجيو استراتيجية و السياسية خطيرة فهي سحب لخيط من خيوط اللعبة من بين أناملها لما لها من نفوذ في المنطقة و العالم اﻹسلامي فأمنهم العسكري يكمن في محيطها و أمننا اﻹقتصادي مرتبط بتطورها و نموها.
فالثريت و عدم إستباق اﻷحداث، هو تورط في الموضوع و مساهمة فعلية في تأزيمه،فاﻷخطاء السياسية لكل الفاعلين اﻹقليميين و الدوليين أضف إلى ذلك سوء تقدير التحولات و التحالفات التي من شأنها خلق قطب ضغط جديد قديم أﻻ وهو الدب الروسي.فمنهم من آمن بالحل العسكري على اﻹنتقال السياسي ومن منهم من سار على درب الدمار و التخريب لغرض وحيد هو إضعاف إستراتيجي لمحور طهران بيروت. فلنثريت حتى نرى دولة اﻷنبار السنية وكردستان الشيعية و ثالتهما دولة البصرة الشيعية، فملوك الطوائف يبعثون من جديد، فالتاريخ يعيد نفسه فيالها من خسارة كخسارة الفردوس المفقود.

فلنثريت إذن حتى تولد بسورية علويستان و سنيستان إظافة ﻹمتداد جغرافي لكردستان حسب نيويورك تايمز. فالتقسيم آت لامحالة ينتظره اللبنانيون على أساس مذهبي طائفي،وحتما سيكون للمصريين نصيب فيوما ما سيشهدون فيه للنوبيين دولة و لﻷقباط دولة و أخرى للمسلمين. فركاكة المشهد حتمت ركاكة في التصور و التصوير. فلﻹستئناس نأخذ من مقولة لإبن العقيد *قطعة قطعة* مشهدا ننتظر به ما ستجود به جعبة برنار هنري ليفي ففي سياق هذه اﻷحداث تتحقق النبوءات ويتم تكريس النظريات و تتجسد على أرض الواقع المخططات إنها بلا شك حروب ناعمة حروب الجيل الرابع فيها يتطاحن اﻷخ مع أخيه يتقاتلون بالوكالة لما فيه من خير للمتربصين و مصلحة للعملاء الغادرين.
رضا لمداحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق