ثقافة و فنون
آفة الميكيافلية على البشرية

ونحن نعيش السنوات الأولى من القرن الواحد والعشرين الميلادي وأمام هده الحياة الأبعد أن تكون ملائمة للحياة الإنسانية ،أضحى الإنسان جزءا من آفة ميكيافلي المتمثلة في أفكاره المتضمنة في كتابه الأمير .
في هده الفترة بالذات نطرح عدة أسئلة بخصوص ما يتضمنه ه>ا الكتاب من مبادئ أفقدت الإنسانية جزءا من كينونته.
هل تطبيق هده المبادئ أفاد البشرية في عزتها وكرامتها ؟ أم جعلت البشر خارجا عن الحدود الإنسانية؟
هل غيرت هده المبادئ التي اعتنقها السياسيون أولا ثم باقي شرائح المجتمع ثانيا أزمات بلدانهم، أم زادت من حدتها؟
إن الوضع الحقيقي التي وضعت فيه البشرية بعد تفشي هده الأفكار / الآفة في عقول البشر وأصبحت من المبادئ الأساسية التي أنبنث عليها اللعبة السياسية في جميع الدول في وضعية لا تشرفه وتحط من كرامته كإنسان كرمه من خلقه ووفر له جميع الإمكانيات للعيش الكريم .
فصل الأخلاق عن السياسة هو جديد الفكر السياسي في تلك الحقبة، ثم الأفكار أو النصائح المتضمنة في هدا الكتاب / لم تعد مقتصرة على الأمير والطغمة السياسية فقط، وإنما عمت جميع مجالات الحياة الإنسانية ، لتغدو أسلوبا في الحياة .
الإنسان جسد وروح ، ولا يمكن الفصل بينهما ، وإلا حصل إلا توازن للإنسان ، الجسد قسم طيني في الإنسان لا يتحرك إلا بوجود الروح، كما أن الروح لا يمكنها أن توجد في غياب الجسد،والروح هي الكائن الحي في الإنسان وهي التي تقود الجسد باعتباره جثة هامدة.
وكما للعقل غداء وللجسد غداء كذلك ، فإن للروح هي أيضا رغم عدم ظهورها واعتبارها كدخان حسب الفلاسفة الأقدمون غداء خاص، يختلف عن غداء العقل والجسد.
فإذا كان العقل يتغذى بالأفكار والجسد بالطعام، فإن الروح تتغذى من الأخلاق والمبادئ الحميدة.
ومن هنا تظهر أفكار ميكيافلي على أنها أتت على هدا الغداء، وبالتالي حرمان الروح من قوتها مما عجل بوفاتها ما نتج غنه انتقال القيادة للجسد المسير من طرف الغرائز.
وهنا يتبادر إلى الدهن التساؤل التالي: من تقوده غرائزه؟ أليس الحيوان؟
هكذا عمدت هده الأفكار إلى وضع الإنسان في مصاف الحيوان بدون قصد،وجعله يتخبط في حياة ساد فيها قانون الغاب.
لقد آن الأوان لإعادة الاعتبار للحياة الإنسانية عن طريق العودة للأخلاق كجزء لا يتجزأ من سلوكنا للإرتقاء بكرامة الإنسان خصوصا في ظل التطور المذهل للعلوم.
سعيد مسفاوي